القصيدة الحجرية
رِفقاً..
رفقاً بهذا الفتى المعروفِ بالحَجَرِ من مَعدِن الناسِ لا من مَعدِن الحَجَرِ
رفقاً به فدموعُ الحزنِ تُـغرِقُـهُ رغمَ الصعودِ لكي يأوي إلى حَجَرِ
قد صارعَ الهمَّ طولَ الليلِ في سَهَرٍ كأنما الهمُّ مكتـوبٌ عـلى حَجَرِ
هو المتيَّمُ لسعُ الحُـبِّ أنحَـلهُ والحبُّ شينٌ فقد يقضي على الحَجَرِ
فإن أردتَ نشـيداً لا غريبَ به فاسمعهُ يصدحُ بالأشعارِ من حَجَرِ
يَئـنُّ بالشِّـعرِ لو أصغيتَ تسـمعُهُ اسمعْ أنـيناً وأشعـاراً من الحَجَرِ
لا تُنكِرَنّ رقيقَ الشعرِ ينفُـثُـهُ كنفثِ سِحْرٍ شجيِّ اللحْنِ من حَجَرِ
الحــنـين
يقول: أبكي على أمسي فوا أسفي لما بكيتُ بـدمعٍ سـالَ من حَجَرِ
يسلو فـؤادي بأشــعارٍ أردِّدُها فالسحرُ في الشعرِ يَنفي وحشةَ الحَجَرِ
ردَّدتُ شعريَ كي أسلــو فأرَّقني لم تَـطرُدِ الهمَّ أشعاري عن الحَجَرِ
خِلُّ الطفـولةِ في قلبي له سَكنٌ أفديهِ بالـروحِ إذْ أفـديهِ بالحَـجَرِ
صالَ المَشيبُ على رأسي يخضِّبُهُ يَسـري بليـلٍ ويعـلو قمَّةَ الحَـجَرِ
فالشيبُ بعدَ شبابٍ مُـورثٌ أسفاً مثلَ التحوِّلِ من زَهـرٍ إلى حَجَرِ
جار الزمـانُ على ما كنتُ أذكرُه من الـمـنازِلِ والآثـارِ والحَـجَرِ
هامَ الفؤادُ بأيــامِ الصِّـبا شَغفاً قد هامَ بالرمـلِ والأسيافِ والحَجَرِ
فالأمسُ مهما نأى يوماً أحنُّ لـهُ أحِـنُّ للدارِ والإنســانِ والحَـجَرِ
قد قلت للنفسِ: كُفِّي الدمعَ واصطبري لِمَ البُـكاءُ على الأشـباحِ والحَـجَرِ؟
فقالت النفسُ: لا أبكـي على حَجَرٍ لكن بَـكيتُ على من طافَ بالحَجَرِ
هذا الحَنينُ لأيـامِ الصِّـبا قَـدَرٌ قد كنتُ أصبو ويصبو القلبُ في حَجَرِ
لم أنسَ فاتنةً هـامَ الفـؤادُ بها أيامَ كنـتُ خَـليَّ الهـمِّ كـالحَجَرِ
قد كنت في عنفوانِ العُـمْرِ مُنفَعِلاً وشاربي كظِـلالِ الكـهْـفِ والحَجَرِ
لو برَّقت عينَها في شَـعْرِهِ برضـاً لطالَ كالقَـرنِ أو قد طـارَ بالحَجَرِ
قد كنتُ صَـبًّا أرومُ اللهوَ في غَزلٍ لمَّـا رأيـتُ غَــزالاً لاحَ للحَـجَرِ
لا زِلـتُ أذكُـرُ نهديها وجنـتَها كأنَّ صـورتَها نُصْـبٌ مـن الحَجَرِ
حـــيرة
عشِقتُ منها الذي قد بانَ بالنظرِ وما عرفتُ الذي تخشـاهُ مِن حَجَرِ
لما وصـفتُ لإخوانٍ مفــاتِنَـها صاحوا من الشوقِ بل عَضوا على حَجَرِ
قد حِرتُ في أمرِها والقلبُ في لَهبٍ كأنـني بـينَ نـارِ الغـابِ والحَجَرِ
أودى بيَ الحُبُّ حتى صرتُ ذا وَهَنٍ فبِـتُّ كالشـبحِ المهزولِ لا الحَجَرِ
أنا الطبـيبُ فمن غيـري يُطَبِّـبُني إذا ابتُلـيتُ بعِشـقٍ فَـتَّ في الحَجَرِ؟
يا مَنْ يُطَـبِّبُ عُشَّـاقاً بأدوِيـةٍ لا تَسقِني شربـةً من سَلـوةِ الحَجَرِ
كسرُ العِظامِ لـهُ جَبْـرٌ يُطبِّـبُـهُ لا ينفعُ الجبرُ في كسرٍ من الحَجَرِ
أرِقتُ فـوقَ سـريرٍ زادنـي أرقاً كأنه الشـوكُ مفـروشٌ على حَجَرِ
نور ونار
نهدانِ في الصدرِ أم حُقّانِ من حَجَرِ؟ قد حَرَّكا الشِّعْرَ والشيطانَ في حَجَرِ
رأيتُها قربَ حوضِ الماءِ سافرةً لم تكترثْ بلهيبٍ هـاجَ في حَجَرِ
بخيلةٌ لم تَجُدْ حـتى ببسـمتِها ما بالُـها لم تَجُدْ حتى عـلى حَـجَرِ؟
عَلَتْ على الحَوضِ تزهو في ملابسِها حسـناءَ كـاعبةً عـزَّتْ على حَـجَرِ
نورٌ ونارٌ بقُربِ المـاءِ بـارزةٌ والنارُ في القلبِ تَصلي مُهجةَ الحَجَرِ
يا لصَّةَ القلبِ قلبـي النارُ تُحرقهُ إليك نــاري وخلِّي القلـبَ للحَجَرِ
فرعاءُ قد أبرزت بَـدراً يُحـيطُ بهِ شَعرٌ كـلَيْـلٍ بدا في مُـقْلةِ الحَجَرِ
قد راقَـني ثَغرُها والجِيـدُ مرتِفعٌ والخدُّ وردٌ ونـهدُ الصدرِ من حَجَرِ
والعِطرُ من نَشرِها يَجري النسيمُ به يَعلو على الوَردِ بينَ الحَوضِ والحَـجَرِ
فيبعَثُ الروحَ في مَن ماتَ مِن زَمنٍ كما أصابَ وأجرى الروحَ في حَجَرِ
تمايلت فوقَ ماءِ الحَوضِ صورَتُها فمـالَ للحَـوضِ قلبُ الوالهِ الحَجَرِ
قدٌّ جـميلٌ وشَعرٌ مُســدَلٌ كدُجىً والعينُ قد سـَدَّدت سَهماً إلى حَجَرِ
سَهمٌ أصابَ فُؤادي جاءَ مــن نَظَرٍ ما سَهمُ عودٍ ولكـنْ قُـدَّ من حَجَرِ
تلك السِّهامُ كشُـهبِ الليـلِ ساقطةً تَرمي الشياطينَ في شِعرِ الهوى الحَجَري
لو أنها نظرت في الصخرِ من حجرٍ لأشعـلـت لَهَـباً فـي ذلكَ الحَجَرِ
لمّا رَمتْ لحظَها نحوي لتصرَعَني بنظرةٍ وقعـتْ فـي القلبِ كالحَجَرِ..
شكوتُ للنفسِ مما كـادَ يقتُلُني يا لَهْـفَ نفسيَ إذ أشــكو إلى حَجَرِ
لمَحتُ في حِجْرها شِعـراً تردِّدُهُ وحِجْرُها غيرُ مُشـتَـقٍّ منَ الحَجَرِ
لكنْ شَعرتُ بحبـلِ الودِّ بيـنهما ودٌّ تفتـحَ بيـنَ الحِـجْرِ والحَجَرِ
والعينُ سوداءُ بل كَحْلاءُ في حَوَرٍ يا وَيحَها قد جَنَـتْ ظُلماً على حَجَرِ
ترنو إليَّ كظَبيٍ هـاجَهُ قَـلَـقٌ كأنـني قانـصُ الغِــزلانِ بالحَـجَرِ
ليــلاي
أسنانُها كـلآلي الغَوصِ من قطرِ والجسمُ دُمـيَةُ نـحَّاتٍ مِنَ الحَجَرِ
سَمَتْ إلى السُّحبِ بالعينينِ في وَجَلٍ كأنَّ في السُّحبِ أمطاراً مِنَ الحَجَرِ
ثم التهتْ بخِصالِ الشَّعرِ عن حَـجَرٍ إنَّ الجمـيلَ لفي لهْـوٍ عنِ الحَجَرِ
تلاعبت بـفؤادي وهـي صامتةٌ كمـا تـلاعبـت الأطـفالُ بالحَجَرِ
لو بادلتـني بحبٍّ كنـتُ أكتـمُه لأننـي كــاتمُ الأسـرارِ كالحَجَرِ
جاءتْ بها كـفُّ أقـدارٍ ألمَحَها فما فُؤادي الذي قد صِيغَ مِن حَجَرِ
قد صِيغَ قلبُـكِ يا حسناءُ من حَجَرٍ أما فؤادي فنـارٌ شـبَّ فـي حَــجَرِ
لا تُهْمِـليني وإن ألهاكِ مُنـتَزَهٌ أو في فؤادِكِ ما يُلْـهي عن الحَجَرِ
فـلا يغـرَّكِ سنِّي إنني رجـلٌ قد طَرَّ شاربُهُ المخطوطُ في الحَجَرِ
أشكو لقيسٍ وأشكـو منكِ قاسـيةً قد مات قيسٌ بـلا ليلى على حَجَرِ
ليلايَ أنـتِ إذا أنشـدتُ قافيةً وإنْ سرحتُ فما قيسٌ سِوى حَـجَرِ
يا آسرَ القلبِ قلبي منكَ في لهبٍ والنارُ مكنونةٌ في داخـلِ الحَـجَرِ
أخشى عليكِ من الواشينَ ويلَهمُ يا قُرَّةَ العينِ لا يُخشى من الحَجَرِ
أنسيــــة
جادَ السَّحابُ بـقطْراتٍ مُـبـعثَرَةٍ ما ابتلَّ ثوبٌ ولم يَقـطُرْ على حَجَرِ
وقطرةً قطرةً في الماءِ قد سقطت فانداحَ ماءٌ كـما ينـداحُ عن حَجَرِ
رأيتُـها تلمـسُ الأحـجارَ لاهيــةً قامت وسارتْ ولم تجلسْ على حَجَرِ
لو أنَّـها فعَـلت لقلتُ مُـرتَجِـلــاً: بدرٌ تَـنَزَّلَ من عُـلوٍ عـلى الحَجَرِ
أو قلتُ: معجزةٌ أو آيـةٌ نـزلتْ بدرُ السمـاءِ على أرضٍ من الحَجَرِ
يَشِعُّ في الصبحِ ينفي الظِّلَّ عــن شَـجرٍ بياضُ نورٍ على سُـودٍ من الحَجَرِ
يا ليتَها حذفتْ حَصْبـاءَ من حَجَرٍ إني لأقـبلُ منـها الرمـيَ بالحَجَرِ
خافت كأن قُطيـراتِ الســما بَرَدٌ تخاف قطراً كخوفِ الناسِ من حَجَرِ
رأيت خَصْراً نحيفاً وهي ذاهـبةٌ وقامـةً أُبدِعـت نحـتاً مـن الحَجَرِ
يا نائيَ الوَصلِ دانيْ الفَصلِ مبتعداً أدميـتَ قلـبي بنصـلٍ سُنَّ بالحَجَرِ
أنسيِّـةُ الأصـلِ أم جنيِّةُ الأُصُلِ؟ أتت وعـادت ولم تعطفْ على حَجَرِ
وداع
78. قد شانها قسوةُ الحـسناءِ في كبرٍ ما بالُـها قد بدت أقـسى من الحَـجَرِ؟
ما ودَّعتني وقـد أودعتُها أمـلي في أن تَـرِقَّ وما تَقسو على حَـجَرِ
إن قلـتُ بدرٌ فمِـثلُ البدرِ نيِّرةٌ إن قلتُ شمسٌ فقـد شَعَّتْ على حَجَرِ
ودَّعتُـها صـامِتاً والقلبُ مُنفَطِرٌ ما أشرقتْ بعد ذا يوماً على حَجَرِ
قد لا تَعودُ وقد سارت إلى سَفرٍ قد لا تَعودُ وقد طـارتْ عن الحَجَرِ
أسـمــي رقيق
بانت فبانَ جمالُ الكونِ عن بَصري فكيف يسلو فُـؤادٌ ليسَ مِن حَــجَرِ؟
ماذا دَهاها فما مالتْ وما عَطفتْ على المُـتيَّمِ بـلْ صدَّت عن الحَـجَرِ؟
هل كانَ إسمي ثقيلاً في مَسامِعها أم قد وَشَتْ حُفْنةُ الواشينَ بالحَجَرِ؟
يا مَن يُعرِّض قلبي للهوى عَرَضاً ما قلتُ يوماً بأنَّ القـلبَ من حَجَرِ
اسمي عـريقٌ وما إسـمٌ يعادِلُه دَع عنكَ ما قالت الحُسَّادُ عن حَجَرِ
إن فاخرَ الناسُ بالأسماءِ صُغتُ لهم فخْرَ الـدهورِ وفخْـرَ الكونِ بالحَجَرِ
كمْ قالَ لي قارئٌ لمَّـا قرا أدبي - والمَزحُ في أدبٍ ما حَزَّ في حَجَرِ-:
في الشِّعرِ رِقَّةُ إحساسٍ وقـافِـيةٍ فكيفَ يـأتي رَقيقُ الشِّعرِ مِن حَجَرِ؟
إن يهزأِ الماكرُ العيَّـارُ من حَـجَرٍ فليُـدمِ جبـهَـتَه إن شـاءَ بالحَـجَرِ
إن كان بيتُك مِنْ جِنسِ الزُّجاجِ فلا ترمِ على الناسِ من مَثواكَ بالحَجَرِ
أقولُ يا صاحبي إني أنا حَجَـرٌ قد فاضَ شِعراً كماءٍ فاضَ من حَجَرِ
اسمي رقيـقٌ ولكنْ ما به وهَنٌ ما عنترٌ يا أخي أقوى من الحَجَرِ
أجـدادُنا وَرِثوا أسماءَ قـومِهمُ وورَّثوا حجراً للنَّـسلِ من حَجَرِ
فالعُربُ تُرعِبُ أعـداءً بتســمِيَةٍ كالسيفِ والليثِ أو كالصـخْرِ والحَــجَرِ
وتستــلِذُّ بأسـماءٍ لخـــادمـةٍ كـزهرةٍ وردةٍ نـجـلاءَ لا حَجَرِ
سَعِدتُ بالإسـمِ لا أرضى له بَدلاً ما الشمسُ والنجمُ فاقا لفظةَ الحَـجَرِ
الطبّ والشعر
إني سلكتُ طريقَ العلمِ من صغري كي لا يُقـالَ بـأن العقلَ من حَجَرِ
فصارَ عِلمي وحِلمي والحِجى سِمَةً والطبُّ والشعرُ طارا بي عن الحَـجَرِ
والناسُ قد سمِعوا مـا صُغتُهُ غَزَلاً ولامَسـوا رِقَّةَ الإنسانِ في حَجَرِ
فقلـتُ لا تعجَبوا مما سأنشدُكمْ فالله زَفَّ صَفـاءَ الـروحِ للحَجَرِ
إليكَ طبِّـي وآدابـي ومـعرفتي ولا تـقلْ غيبةً يـا بؤسَ للحَـجَرِ
الكواكـــب
لو قد خَلا كوكبٌ في الكونِ من بَشرِ فما خَلا كـوكبٌ حتماً من الحَجَرِ
فالنجـمُ والبـدرُ أحجارٌ تُـنوِّرُها شَمسُ السماءِ إذا شعَّت على الحَجَرِ
لما غزا قمـراً إنسـانُ كــوكَـبِنا مشى عليهِ وأطـرى روعةَ الحَجَرِ
فالعلمُ أوصـلَه فخـراً إلى القَمَرِ فعادَ يحـمِـلُ فـي كفّـيهِ بالحَجَرِ
الحجر الأســود
اِتبعْ هُدى اللهِ من نُصحٍ ومـن أثرِ أطِعْ نَبيَّـكَ لـو أوصـاكَ بالحَجَرِ
أغلى الجـواهرِ أحجارٌ مُـكرَّمةٌ واللثمُ - في الأثرِ المشهورِ - للحَجَرِ
فإن رَحَلـتُم لحَـجٍّ فلـيـكنْ لكمُ ذُلُّ الخـشوعِ بقربِ البيـتِ والحجَرِ
بيتُ الإلهِ فـما بيـتٌ يعـوِّضهُ ولا تعـوِّضُ أجـبالُ عــن الحَجَرِ
حتى الخـليـفةُ لمَّـا حَـجَّ قبَّلَهُ وقال يا ناسُ ما هذا سِـوى حَجَرِ
لكنه قد رأى فعـلَ الرسـولِ بهِ فافعلْ كفِـعلِ رسولِ اللهِ بـالحَجَرِ
قبِّله ما شئتَ لا عيبٌ ولا عذَلٌ في طـاعةِ الله ما التعـظيمُ للحَجَرِ
وارمِ الجُـميراتِ إتبـاعاً لسنَّـتِهِ إبليـسُ يُرمى بجـمراتٍ من الحَجَرِ
والناسُ فيما مضى قد عظّموا حــجراً وقدّمـوا المالَ والقُـربانَ للحَـجَرِ
لولا النبيُّ نَهى أتباعَـهُ سَـلَـفاً لأقسمَ الناسُ حـتى اليومِ بالحَجَرِ
لا تُقسِمَـنَّ بغيـرِ اللهِ خـــالقِـنا لا تُقسِمـنْ بـرسـولِ اللهِ والحَجَرِ
وافخرْ بحِـلمِكَ أو عِـلمٍ تُقــدِّمُهُ لخـدمةِ الناسِ لا البُنـيانِ والحَجَرِ
أسقى إلهُك موسى الماءَ معجزةً لمّا هوى بالعصا ضـرباً عـلى الحَـجَرِ
قال المسـيحُ: إذا لم ترتكب خطأً طَـوالَ عـمرِكَ فارمِ الإثـمَ بالحَـجَرِ
فالله يُـحمدُ إذ نعماؤُهُ كثُـرت وأجودُ الجُـودِ من قـد جادَ بالحَجَرِ
عجائبُ اللهِ في الأحجارِ نلمَسُـها سبحانك اللهُ كـم أبـدعتَ في الحَجَرِ
ففي الحِـجارة للأحلامِ موعظـةٌ فانظرْ بعَـقـلِكَ لا بالعـينِ في الحَـجَرِ
جنـيـن النـار
هوِّن عليكَ ولا تجـنحْ إلى الضجَرِ فما فرَغتُ مـن الإطـراءِ بالحَجَرِ
أجِنةُ الخَلْـقِ في الأرحامِ منبتُها واللهُ أخْـفى جَنـينَ النارِ في الحَجَرِ
فالنورُ والنـارُ في الأحجار مستترٌ فاقـدح لنـارِكَ أنَّى شئتَ بالحَجَرِ
أخرِجْ من الماءِ أحجاراً مُبلَّـلةً واقدح بها الشرَرَ المكنونَ في الحَجَرِ
فأملسُ اللمسِ مصـقولٌ جـوانبـه أدنى إلى شرَرٍ بالقـدحِ في الحَـجَرِ
فالفَـحمُ مهما بدَتْ فيهِ صـلابتُهُ فلا تشـابُهَ بينَ الفَـحْـمِ والحَجَرِ
لا تَحقِرَنَّ حُـجيراً إنْ ممرتَ به فمُـعظمُ النارِ من مُستصغَرِ الحَجَرِ
لا تشربِ الخمرَ يا مَن كانَ ذا ورَعٍ واشربْ من الماءِ عذباً فاضَ من حَجَرِ
سبحانَ ربِّكَ هل فكرتَ في عَجبٍ؟ إذ كيفَ سيّلَ ماءَ النـهرِ من حَـجَرِ؟
أطفال الحـجـارة
بعضُ السِّهامِ لها رأسٌ مـن الحَجَرِ والمَنجـنيقُ سلاحُ الرمـيِ بالحَـجَرِ
وفي العصورِ عصورٌ لسـتُ أذكُرُها سِوى الغرائبِ في عصرٍ مِن الحَـجَرِ
فكلُّ آلاتِــهم نحـتٌ من الحَجَرِ حتى الأواني ورُمحُ الصيدِ من حَجَرِ
في مَتحفِ الدوحةِ الغـراءِ أمـثِلةٌ لما برى أولُ الإنسانِ مـن حَجَرِ
تسلَّحَ المرءُ بالأحجارِ من قِـدمٍ وهاجـمَ السَبْـعَ والأعـداءَ بالحَجَرِ
لمَّا غزا الفيلُ بيتَ اللهِ فاجــأهمْ طيرٌ أبابيـلُ تَـرمي الفـيلَ بالحَجَرِ
واسألْ صغارَ فلسطـينَ أما قَبـضوا في غَمرةِ الخَطبِ بـالكفين بالحَجَرِ؟
ذُودوا عن الدارِ يا أطفـالَ أمّتِنا قد يُكسبُ الحقُّ يا أطـفالُ بالحَـجَرِ
حتى السلامُ لكمْ في صرحِهِ حَجَــرٌ قد يُفـرضُ السِّلمُ يا أطفالُ بالحَجَرِ
الرسم في الحجر
اِحذرْ من الشوكِ إن سارعتَ للزهَرِ واحذرْ من الفَلْـعِ إن ألقيـتَ بالحَجَرِ
دَع ما سمِعتَ وصدِّقْ ما أقولُ لكمْ ما في البسيطةِ مثلُ المـاءِ والحَجَرِ
ما عـاشَ حيٌّ بـلا ماءٍ يـرطِّبُهُ وفي المياهِ حـياةٌ ليسَ فـي الحَجَرِ
في الماء ليـنٌ وإرواءٌ لذي عطشٍ أمّا الصـلابةُ فاطـلبها من الحَجَرِ
بعضُ الصـلابةِ معروفٌ فوائدُها فالرسمُ في الطينِ لا كالرسمِ في الحَجَرِ
دُورٌ على الرملِ قد يبدو بها وَهَنٌ وأصلبُ الدارِ ما يُـبنى على الحَجَرِ
فالبئر تبقى عقـوداً وهي صـالحةٌ لو أنَّـها طُوِيتْ في البطـنِ بالحَجَرِ
بنى الفقـيرُ لـه داراً محـقَّرةً من الجريدِ ودارُ الشـيخِ من حَجَرِ
فكم قصورٍ بناها الناسُ مـن قِدمٍ وشيَّدوا الدُّورَ أحـجـاراً على حَجَرِ
ما قامَ بيتٌ بـلا صـخرٍ يدعِّـمُهُ وما سَمِعتُ بصــرحٍ ليسَ من حَجَرِ
أهرامُ مصرَ على الأزمانِ شـاهدةٌ وكلُّـها حَـجَـرٌ يعـلو على حَجَرِ
اللهُ أنعـمَ إذ أعـطا لـنا حَــجَراً فالأرضُ معمورةُ الأرجـاءِ بالحَجَرِ
ما أغـلاكَ من حَجَرِ!
قرطٌ من الدُّرِّ أو عِقدٌ من الدُّرَرِ يَشِـعُّ حُسناً على الحـسناءِ من حَـجَرِ
تلألأت فـي يدِ الحسـناءِ لؤلؤةٌ فقالت الناسُ: ما أغـلاكَ من حَـجَرِ!
كمْ قد رأيتُ فتاةَ الحُسنِ لبسـةً عِقداً من الماسِ والياقوتِ من حَجَرِ
والكُحلُ في العينِ زاد العينَ فتنتَها وإثـمدُ الكُحـلِ مسحوقٌ مِن الحَجَرِ
تطفو على البحـرِ أوضارٌ مُنوَّعَةٌ ففي البحـارِ عُيوبٌ ليس في الحَجَرِ
فما طفا الصخرُ في بحرٍ ولا حجرٌ والقـاعُ رُصِّعَ بالأصـدافِ والحَـجَرِ
أصدافُهُ قد بـدت للناسِ كالحَجَرِ لكـنْ لآلـئُـنا مـن ذلـك الحَجَرِ
لم يَغـلُ مهـرٌ لحسناءٍ فاتنةٍ فادفعْ لها بنفيسِ المـهرِ من حَجَرِ
مِحْـجَرُ العينِ
قبلَ العلومِ حِسـابُ الناسِ بالحَـجَرِ كم قسَّـموا أسهمَ البحَّـارِ بالحَجَرِ
قالوا: سنُحصي لكَ الأشياءَ إذْ حسبوا عدُّوا الحَصى والحصى يا صاحِ من حَجَرِ
لعِبتُ طفلاً بأحــجارٍ ملمَّــعةٍ حتى البناتُ لعِـبـنَ الصبحَ بالحَجَرِ
كم قد حذَفنا حَصَى الأسيافِ في عَبَثٍ لم نخشَ من ضَرَرٍ أو فَلْـعَـةِ الحَجَرِ
رأيتُ طَحنَ الرَّحى في دارِنا زمناً إنَّ الرَّحى يا أخي قُرصانِ مِن حَجَرِ
والحِجْرُ عقلُ الفتى والحَـجْرُ مانِعُه ومِحْـجَرُ العينِ مشـتـقٌّ مِن الحَجَرِ
فالحَجْرُ والحِجْرُ أو حِـجْرٌ لحاضنةٍ مثلُ الحُجيـراتِ قد جاءت مِن الحَجَرِ
وحصبةُ الجِلدِ سمَّوها من الحَصَبِ وحَصـْبَةٌ حَصـْوَةٌ من أمَّةِ الحَجَرِ
حصبـاةُ داريَ يا خِـلانُ لؤلؤةٌ تُهدى إلى الشيخِ لا تُهدى إلى حَجَر
غاصَ الأُلى في خليجِ العُربِ يسحبُهم للقاعِ بِلدٌ وبِلدُ الغوصِ مـن حَجَرِ
والأنجَرُ السِّنُّ أو مرسـاةُ راسيَةٍ من المحامـلِ مقطـوعٌ من الحَجَرِ
حتى اللُّجَـينُ من الأحجارِ منجمُه والتبرُ يُجنى من الأطـيانِ والحَـجَرِ
سمَّوهُما "الحَجَرينِ" إنْ هُما اجتمعا أمّا الوحـيدُ فما سمَّــوهُ بالحَجَرِ
آيـــة الله
يرى الجَهولُ جماداً إن رأى حجراً يا ويحَه لا يرى الآياتِ في الحَجَرِ
يا آيةَ اللهِ في الأحـجارِ قاطنةً يأيـها العالَمُ المكنونُ في الحَجَرِ
يا عالَماً من جُزيئاتٍ مُخــبَّأةٍ عبرَ العصورِ فلا تبدو على الحَجَرِ
كم ذرةٍ ونـواةٍ فيـكَ ناشطةٍ تدورُ دومـاً كأقمارٍ بذا الحَجَرِ
كأنـها كائناتٌ حيةٌ حُـشـرت أو أنها الروحُ أو أرواحُ ذا الحَجَرِ
هذي الجواهرُ واليـاقوتُ والدُّرَرُ تبدو لعينكَ مما دارَ في الحَجَرِ
إنَّ الذي جعلَ الأحجارَ ثروَتَهُ ما خافَ ناراً على الألماسِ والحَجَرِ
إني لأعجبُ مِمَّنْ لا يرى عَجباً في ذي العجائبِ من دُرٍّ ومن حَجَرِ
كلُّ اللآلئِ (كربوناتُ كالْسِيَـمٍ) لكننا لا نرى الكمْـياءَ في الحَجَرِ
نرى المعادِنَ ألـواناً مُعددةً مثلَ الجواهرِ نَجنيها من الحَجَرِ
يأيـها الآيةُ الكُـبرى بكوكبِنا يأيـها الكائنُ المعروفُ بالحَجَرِ
ما زال سِرُّكَ مستوراً ومُحتجِباً كليلةِ القَدْرِ عن ذي الحِجْرِ والحَجَرِ
الحـرب الذرية
أبناءُ آدمَ لولا الصخرُ ما سلِموا من الوحوشِ بلا كهْفٍ ولا حَجَرِ
واليومَ أبناؤهم عادوا إلى نَفقٍ أو داخلِ الغارِ بين الصخْرِ والحَجَرِ
ليحتموا من شعاعِ الحربِ-إن عَصَفت حربُ الفناءِ - بأجـــبالٍ وبالحَجَرِ
فإن قضت حربُ ذراتٍ على بشرٍ فلن تُؤثِّرَ فيـما كانَ مـن حَجَرِ
فالجأ لكهفٍ ببطن الأرضِ معتصماً عن الأشعَّـةِ والـذَرَّاتِ بالحَجَرِ
لو كان في (هَرُشِيما) ملجأٌ لنجتْ بعضُ الخلائقِ تحتَ الأرضِ والحَجَرِ
هـلاّ أغـنـيكَ
هلاّ أغنيكَ فاعزفْ لي على الوترِ هلاّ أغنـيكَ أشـعـاراً عن الحَجَرِ
يا صخرُ، خنساءُ أبكتنا قصائدُها لمَّا رثتكَ فسـالـت دمْـعةُ الحَجَرِ
عروقُ عينيَ من أعراقِـكم نَبتتْ فالأصلُ يجمعُـنا صَخْرٌ مـعَ الحَجَر
جَدِّي وجَدُّكَ قد كانا ذوَي نَسَـبٍ بنو سُلَـيمٍ بنـو طامٍ بنو حَـجَرِ
أحفادُكم في حروبِ الفتحِ قد عُرِفوا وهشَّـموا زُمـرَةَ الأصـنامِ بالحَجَرِ
كانـوا أسـوداً وللإسـلام مُتَّكَـأً ومـا اتكا حَـجَرٌ إلا عـلى حَجَرِ
في آل طامٍ لنـا عِزٌّ ومفخَرَةٌ والفضلُ في المجدِ للأجدادِ لا الحَجَرِ
مَجدي ومَجدُكَ قد قاما على جَبلٍ ما ينمحي مجدُنا المنقوشُ في الحَجَرِ
فأنت أشـهـرُ من نارٍ على عَلَمٍ والصخْرُ أكبرُ فوقَ الأرضِ من حَجَرِ
إن خَلَّدت وصفَكم خنسـاءُ بالعَـلمِ فهي التي فـوقَـهُ نارٌ على الحَجَرِ
إن كان للشـعرِ مَجْـدٌ يا بني صخَرٍ فإنَّ للشـعرِ مجْـداً في بـني حَجَرِ
وما أعـظِّـمُ نفسي إذ أُعظِّـمُهم حاشاكَ يا ربِّ ما التـعـظيمُ للحَجَرِ
طبِّي وعِلمي هما يا صاحِ مفخرتي ذكري الحـقائقَ للتـاريخِ لا الحَجَرِ
أنجــمُ الدُّرَرِ
غرفتُ من بحرِ شعري أنجمَ الدُّرَرِ وما نحـتُّ لكم شعري منَ الحَـجَرِ
نظمت شعراً بسيطَ الوزنِ منسكباً لم تخلُ قـافيةُ الأبيـاتِ من حَجَرِ
إن ضاق صدرُك فيما كنتَ تفعلُه فاقرأ قصـائدَ هذا الشـاعرِ الحَجَرِ
إني وهبتُكَ من نُصحي ومن حِكمي أغلى من التبرِ والألمـاسِ والحَجَرِ
أنرتُ درباً بأحـجارٍ مرصَّـعَـةٍ فبينتْ عجباً مـن أوجــهِ الحَجَرِ
من قال شعراً بـلا وزنٍ وقافيةٍ كمَن رمى طبــلةَ الآذانِ بالحَجَرِ
فارجع إلى الأصل من أشعارِ أمتنا من شعرِ كعبٍ وحـسّانٍ ومنْ حَجَرِ
فوالد ُ الشـعرِ أوسٌ لا مثـيلَ له تعـلَّـمَ الشِّـعرَ والآدابَ من حَجَرِ
رامَ امرؤُ القيسِ أخذَ الثأرِ مُنـدفعاً ثأراً لـحُـجْرٍ فسُدَّ الـدربُ بالحَجَرِ
الشـيـطـان
أمعَنتُ بالعقلِ واستمتـعتُ بالنظَرِ لمَّا وصـفـتُ جمـالاً لاحَ للحَجَرِ
قد لامني البعضُ فيما قلتُ من غزَلٍ لمَّا بدأتُ وما لـومٌ علـى الحَجَرِ
إن كانَ مدحُ جَمالِ الحُسنِ معصيةً فالشعرُ يُنسبُ للشيطـانِ لا الحَجَرِ
إنَّ الشياطينَ لا تخشى مــلامَكمُ ألقت على حَجَرٍ ما ســاءَ بالحَجَرِ
(دَعْ عنكَ لومـي فإنَّ اللومَ) ذو فِتَنٍ قالَ النُّواسيُّ عن خَمْـرٍ وعن حَجَرِ
(لو مسَّـها حَجَرٌ) سَـرَّتهُ نشوتها أثنى على الخمر ما أثنى على الحَجَرِ
لم يرضَ عنكَ جميعُ الناسِ قاطبةً مهما احترستَ فقد يرميكَ بالحَجَرِ
فإن رَضُوا عجباً أو أعذروكَ ضُحىً فاهنأ بعيشٍ وباركْ فِطـنةَ الحَجَرِ
تسبيح الحصى
عندي من الشعر ما يُسلي فأقرَأُه كي أطردَ الهمَّ والوسواسَ عن حَجَرِ
يا سائلي الشعرَ هاكُمْ ما شدوتُ به من القوافي وألحـانٍ عن الحَجَرِ
أشدو لكم فِكَراً لم أخشَ شاردةً عني وواردةً شعـراً على حَجَرِ
كم فكرةٍ سرحت عني وقد رَجَعت عادت إلى الشعرِ إذْ عادت إلى حَجَرِ
سبحانكَ اللهُ كم أبدعت فــي حَجَرٍ ألم تسبحْ بكفٍّ حصوةُ الحَجَرِ؟
ابـن حـجـر
إن حلَّ بي قدَرٌ قد كان ذا قدري طيناً خُلقتُ ولم أُخلَقْ من الحَجَرِ
أطلقتُ شعريَ إلهاماً من البصَرِ فمـا تمكَّنَ حِلمي اللَّـمَّ بالحَجَرِ
والآن يقبَلُ حِلْمـي النَّـقدَ لا عَـذَلاً حِلمُ الكهولِ وإبنُ الشيخِ (بِنْ حَجَرِ)
قاضٍ تقيٌّ قضى عـدلاً فسـيرَتُـه كنبعِ مـاءٍ نـقـيٍّ سالَ من حَجَرِ
علمٌ وحِـلمٌ به والعدلُ شـارِعُه ما حادَ عنـه لجـبّارٍ ولا حَجَرِ
فاللهُ يَرحمُهُ قد كـانَ ذا ورعٍ وشــاعراً ورَّثَ الأشـعارَ للحَـجَرِ
واللهُ يرحـمُ من بالبِّـر متَّصفٌ ما أظهرَ الشمسَ فوق الرملِ والحَجَرِ
لم أكتسب صبرَهُ أو بعضَ حكمِته قد كان أصبرَ في الدنيا من الحَـجَرِ
أجازَ لي الشعرَ حتى ما به غزلٌ وقـوَّمَ الـوَزْنَ والألفـاظَ للحَجَرِ
يا عاذلاً جائراً فيما تُـعـاذِلُني أمسكْ لسانكَ لا تُكـثِرْ على الحَجَرِ
ماذا جنيتُ إذا أطـريتُ مبسمَها أو قلتُ إن لها نهـدينِ من حَجَرِ
لقد نظرتُ وما قاربتُ من وطري حتى ألامَ ويشكو البعضُ من حَـجَرِ
بردة الرســول
يا عاذلاً غزَلي لـــو جئتَ تَنـظُرُها لما عذلتَ شعـوراً جاشَ في حَجَرِ
لا تعذلوني فلو كانت مبـرقعةً لما بدت فتنةً للنـاسِ والحَجَرِ
ياليتَها سَترتْ عنّي مفـاتِـنَـها وبَرقـعَتْ وجهَها الفتَّـانَ للحَجَرِ
عُدّوا النسيبَ كشكرِ اللهِ خـالقِها ربِّ الجمالِ وربِّ الحُسنِ والحَـجَرِ
فالشـكرُ للهِ إذ أهدى لنا بَصـراً به نُميِّـزُ بيـنَ الطـينِ والحَـجَرِ
كعبٌ تغـزلَ بالأشـعار منـحـنياً عند الرسـولِ فلم يقذفْهُ بالحَجَرِ
ألقى عليه ببُـردٍ كـان يلبَسُهُ فخفِّـفوا قرعَكم يا ناسُ بالحجرِ
إن شطَّ بي الشعرُ فالمولى يسامِحُني من زلَّةِ الشِّعرِ أو من زلَّةِ الحَجَرِ
تمتمتُ شِعراً ولم أكسِبْ به وَطَراً بل إنَّهُ كأنـينِ الحُبِّ من حَجَرِ
لا للشـيـطان
لا أكذِبُ اللهَ ما الشيطانُ ألهمني فالشعرُ شِعري وكلُّ الشِّعرِ للحَجَرِ
هذي القصـيدةُ ما فيها مـجادلةٌ فالفكرُ واللفـظُ منسوبانِ للحَجَرِ
فالصبحُ فيها بهيٌّ مشرقٌ عَـطرٌ والليلُ يعكسُ نورَ البدرِ في الحَجَرِ
فالنصحُ والعلمُ والآدابُ قد جُمعتْ تعمُّ بالخيرِ أهـلَ البحرِ والحَجَرِ
لو جاءَ شيطانُ شعرٍ كي يُساعِدَني لماتَ خَـوفاً من القُرآنِ والحَجَرِ
قد قلتُ شعراً بأيام الصبا فبقى أبقى من الوحي مخطوطاً على حَجَرِ
استـغـفـار
يَغشى ابنَ آدمَ ما قد حُمَّ من قدرِ إذْ قد نعودُ غداً للطينِ والحَجَرِ
نعـودُ للهِ ربي يـومَ يبعَثُـنا نعوذُ بـاللهِ لا بالمـالِ والحَجَرِ
إن زلّ طَـرْفي ومصراعٌ هنا وهنا فليس لي غيرُ ربي خالقِ الحَجَرِ
والله أسـألُ غفـراناً لِـزلَّتِـنا قد قلتُ شعراً بلا إثمٍ من الحَجَرِ
فهو الغفورُ الذي إن شاءَ يغفرُ لي أدعوكَ للعفوِ يا ربِّ عن الحَجَرِ
فاغفر إلهي لمَنْ قد ساءَ من بشرٍ واغفرْ إلهي لهذا المُؤمِنِ الحَجَرِ
الشرح:
1. رفقاً: أرفقْ، ورفقَ: لطفَ، والرفق ضد العنف.
2. اقتبس الشاعر الفكرة من قصة نبي الله نوح عندما حاول أن ينقذ ابنه من الغرق، وجواب ابنه عليه في قوله تعالى: "قال سآوي إلى جبل يعصمني من الماء" سورة هود آية 43.
3. مكتوبٌ: محتّمٌ ومقدرٌ.
7. نفث: نفخ، نفث الشيءَ رمى به. الشجي: الحزين، والشجو: الحزن والهم.
19. صبا يصبو: لها بالتغزل، والصبو: الفتوة والجهالة واللهو بالغزل.
21. ظل الحجر: أكثر الظلال كثافة، وكلما كان الساتر أشد اكتنازاً كان ظله أكثر سواداً. وقال الجاحظ في كتاب الحيوان تقول العرب: "ليس شيءٌ أظلَّ من حجر"(1).
وذكر البكري: أنشد ابن الأعرابي لأعرابي من بني فزارة، قال:
أقسم لا تأخذ حقي يا وزر ظلماً وعند الله في الظلم الغير
كأنما وجهك ظل من حجر ابتل في يوم طلالٍ ومطر
وقال ابن قتيبة هذا الشاعر يصف رجلاً بالسواد، وشبهه بظل الحجر دون غيره لكثافة ظله، فيقول كأن سواد وجهك سواد هذا الحجر. وأنشد أبو عثمان:
وجاءت بنو ذهل كأن وجوههم إذا حسروا عنها ظلال صخور
ووصفت أعرابية زوجها فقالت: هو جوار بحر، وظل صخر، فهذا مدح ..، وصفته بظل الصخر لبرده، فكان المتفيّئ ذراه لا يناله حر كربة ولا أذى خطب(2).
22. برّقَ العينَ: في لغة أهل الإمارات العربية المتحدة نظرَ، وفي الفصحى برَقَّ بعينه: لألأها من شدة النظر(3).
23. صبًّا: عاشقاً. والصَّبابَةُ مصدر، الرَّجُل الصَبُّ، وامرأة صَبَّةٌ، وهو يَصَبُّ إليها عِشْقاً، وهو الوَجْدُ والمَحَبَّةُ(3). وصبا إلى المرأة: مال إليها.
24. الوجنة: ما ارتفع من الخدين. النُّصب: ما نُصبَ كصنم وغيره.
28. أودى: أهلك. الوهن: الضعف.
29. فتّ: كسر.
30. سَلوةُ الحَجَرِ: حصاةٌ يُسْقَى عليها العاشِقُ الماءَ فيَسْلُو". وقد ذكر ذلك العلاج مجنون ليلى:
أَتَيتُ طَبيبَ الإِنسِ شَيخاً مُداوِيا بِمَكَّةَ يُعطي في الدَواءِ الأَمانِيا
فَخاضَ شَراباً بارِداً في زُجاجَةٍ وَطَرَّحَ فـيهِ سَلوَةً وَسَقانِيا
وقال بعضهم: السُّلْوانة بالهاء حصاةٌ يُسْقَى عليها العاشِقُ الماءَ فيَسْلُو؛ وأَنشد:
شَرِبْتُ على سُلْوانةٍ ماءَ مُزْنَةٍ فلا وَجَدِيدِ العَيْشِ، يا مَيُّ، ما أَسْلو(5)
33. الحُقُّ والحُقَّةُ: المَنْحوت من الخشب والعاج وغير ذلك، قال عَمرو بن كُلْثُوم(5):
وثَدْياً مثلَ حُقِّ العاجِ رَخْصاً حَصاناً من أَكُفِّ اللاَّمِسِينا
34. سافرة: لا نقاب على وجهها.
36. كاعب: بارزة النهدين.
37. تَصلي: تشوي وتحرق.
38. القول بأن نار الحب تحرق القلب من الأفكار الطبية البدائية التي انتقلت من اليونان إلى العرب، أي أن العشق يهيج التفؤّد في القلب أي حرارته، وقد أسهب المجنون، قيس بن الملوح، في ترداد تلك الأفكار في أشعاره وكررها مراراً حيث قال:
ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت لَها وَهَجٌ مُستَضرَمٌ في فُؤادِيا
وقال:
وَجَدتُ الحُبَّ نيراناً تَلَظّى قُلـــوبُ العاشِقينَ لَها وَقودُ
وقال:
هَلِ الوَجدُ إلا أَنَّ قَلبِيَ لَو دَنا مِنَ الجَمرِ قَيدَ الرُمحِ لاحتَرَقَ الجَمرُ؟
39. فرعاءُ: طويلة الشعر. قال الأَعشى(6):
غَرَّاء فَرْعاء مَصْقُولٌ عَوارِضُها، تَمْشِي الهُوَيْنا كما يَمْشي الوجِي الوَحِلُ
40. راقَني: أعجبني. الجيد: العنق.
41. النشر: الرائحة الطيبة.
43. واله: متحير من شدة الحب، أو الذي ذهب الحب بعقله.
44. القدُّ: القامة. الدجى: الليل.
49. لهْف: حزن وتحسر. الشكو إلى حجر: عديم الفائدة، وذكر الأصبهاني في كتاب الأغاني(7) قول الشاعر:
فلما شكوت الحب صدّت كأنما شكوت الذي ألقى إلى حجرٍ صلدِ
تولت فأبدت غُّلةً دون نقعها كما أرصدت من بخلها إذ بدا وجدي
وقال المتوكل الليثي(8) :
فلو أشكو الذي أشكو إليها إلى حجرٍ لراجعني الكلاما
أما كُثير فقال:
كأني أنادي صخرةً حين أعرضت من الصُّمِّ لو تمشي بها العُصمُ زلّتِ(9)
50. الحِجْر: الحضن.
52. كَحْلاء: سوداء العين، أو في جفنها سواد مثل الكحل وإن لم تكتحل. الحَوَر: شدة بياض العين في شدة سوادها.
53. ترنو: تديم النظر في سكون طرف.
54. دمية: صورة أو صنم.
55. وجل: خوف.
58. (كــاتمُ الأسـرارِ كالحَجَرِ): لأن الحجر لا يخبر أحداً بشيء وهناك مثل عربي (وحي في حجر) سأذكره أدناه في شرح البيت 224.
60. قلبك من حجر: دلالة على شدة الحجر وصلابته وقسوته، حتى إن الله سبحانه وصف قلوب قومٍ بالحجارة لشدَتها فقال: ("فَهِي كالحِجَارةِ أوْ أَشَدُّ قَسْوَةً). سورة البقرة - آية 74. وكثيراً ما استعمل الشعراء هذا الوصف للحبيبة القاسية، ومن ألطف ما قيل في ذلك قول ابن المعتز(10):
ضعيفةٌ أجفانهُ والقلبُ منه حَجَرُ
كأنما ألحاظهُ من قلبهِ تعتذرُ
63. قيس: قيس بن الملّوح، ومحبوبته: ليلى بنتُ مهدي. يذكر العديد من رواة قصة المجنون أن نوفل بن مساحق والي الصدقات وجد المجنون بين حجرين ميتاً.
65. آسر: ساجن. مكنون: مصون ومستور في النفس.
68. انداح الماء: تحرك على شكل دائري. وقد قال ابن الرومي عندما وصف خبازاً(11):
ما أنسَ لا أنسَ خبازاً مررتُ به يدحو الرقاقةَ وشكَ اللمحِ بالبصرِ
ما بين رؤيتها في كفه كرةً وبين رؤيتــها قوراءَ كالقمرِ
إلا بمقدارِ ما تـنداح دائرةٌ في صفحة الماء يُرمَى فيه بالحجر
73. حصباء: صغار الحصى.
74. فالحجر الذي يُسنُّ عليه الحديد يسمى المِسَنُّ، وهو معروف، وقد قيل إن طَرْف الحبيبة أقوى من السيف، لأن السيف مسنون على حجر والطرف مسنون على كبد المحب(12):
من حارب العين خانته مضاربه وليس يجديه شحذ السيف عن جلده
فمضرب السيف مشحوذ على حجر ومضرب الطرف مشحوذ على كبده
77. الأُصُل: جمع الأصيل وهو الوقت بين العصر وغروب الشمس.
78. أقسى من حجر: مثل عربي، وقد قال الأصمعي: ومن أمثالهم: هو أقسى من حجر(26). كما قال الله تعالى: (ثم قست قلوبكم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة). سورة البقرة، آية 74.
81. منفطر: منشق.
83. بانت: بعدت. يسلو: يتلهى عن الهم.
84. المُـتيَّم: الذي استعبده الحب. صدّت: أعرضت.
85. الحُفنة: القليل من كل شيء، ومن الطعام ما يملأ الكفين(13) وقيل ملء كل كف حفنة(3).
86. العَرَض: ما يعرض للإنسان من هموم(5).
89. حزَّ: قطع.
91. العيَّـارُ: الماكر (في لغة أهل الخليج)، وفي اللغة الذكي وكثير الحركة ذهاباً وإياباً.
93. فاض الماء: كثر حتى سال.
94. عنتر: عنترة بن شداد العبسي. أشهر فرسان العرب في الجاهلية ومن شعراء الطبقة الأولى. كان قويًّا شجاعاً شديدَ البطش بأعدائه، وكان ذا رقة وعذوبة في شعره.
96. ورد في الاشتقاق لابن دريد: قيل للعتبي: ما بال العرب سمت أبناءها بالأسماء المستشنعة، وسمت عبيدها بالأسماء المستحسنة؟ فقال: لأنها سمت أبناءها لأعدائها، وسمت عبيدها لأنفسها(14).
100. الحِلم والحِجى: العقل والفطنة.
102. زفَّ: أسرع في المشي، وزُفّت العروس: أُهديت إلى زوجها.
106. في 20 يوليو 1969م هبطت مركبة (أبولو-2) على سطح القمر ونزل منها رائدا الفضاء أدوين ألدرين ونيل آرمستونغ ومشيا على القمر ثم عادا إلى الأرض بعيّنات من أحجار القمر.
109. ومن الطرائف الأدبية عن لثم الحجر الأسود ما ذكره المحبي في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر (15) عن محمد بن عمر العرضي الحلبي، أنه توله بغلام على وجهه حبة خال سوداء. فقال فيه:
وجهُهُ كعبةُ حسنٍ ولماهُ ماءُ زمزمْ
خِلت ذاك الخالَ منه حجرَ الأسود يلثمْ
112. الخليفة: عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرجنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة. فلما دخلنا الطواف، قام عند الحجر وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك. ثم قبله ومضى في الطواف(16).
116. عبادة الأحجار كانت شائعة عند الأمم وكذلك عند العرب قبل الإسلام. فمثلاً كان الحارث بن قيس إذا وجدَ حجراً أحسن من حجر أخذه فعَبَده، وفيهِ نزلت: "أَفرأيتَ من اتخَذَ إلهَهُ هَوَاه"(17).
120. اقتباس من قوله تعالى: (وأوحينا إلى موسى إذ استسقاه قومه أن اضرب بعصاك الحجرَ فانبجست منه اثنتا عشرة عيناً) الأعراف آية 160.
121. إشارة إلى قول المسيح عليه السلام لمّا أحضر له الناس امرأة وقالوا له "يا مُعلِّم هذه المرأة ضُبطت وهي تزني. وقد أوصانا موسى في شريعته بإعدام أمثالها رجماً بالحجارةِ، فما قولك أنت؟" فانحنى وبدأ يكتب بإصبعه في الأرض. ولكنهم ألحوا عليه بالسؤال، فاعتدل وقال لهم: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمِها أولاً بحجر!". فلما سمعوا هذا انسحبوا جميعاً. وبقي يسوع وحده والمرأة واقفةٌ في مكانها. فقال لها: "أين هم أيتها المرأة؟ ألم يحكم عليك أحدٌ منهم:؟ أجابت: "لا أحد يا سيد". فقال لها: "وأنا لا أحكم عليك. اذهبي ولا تعودي تُخطئين!"(18).
122. في البيت مبالغة بقيمة الحجر الكريم.
125. أجِنَّة: جمع جنين.
127. القدح: إشعال النار بالقداح. والقداح: الحجر الذي تورى منه النار. فالأحجار تولِّد النار والنار تولّد النور.
131. مستصغر الحجر: أصلها مستصغر الشرر، وبما أن الحجر يولد الشرر ذهب الشاعر في البيت إلى الحجر مباشرة. وقد أورد ابن حجلة في ديوان الصبابة(19):
كلُّ الحوادثِ مبداها من النظرِ ومعظمُ النارِ من مستصغرِ الشررِ
كم نظرةٍ فتكت في قلبِ صاحبها فتكَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وَترِ
132. تتفجر مياه عذبة من العيون في الجبال ومن الأحجار بكثرة ويُسْر، لذلك قال أبو الحسن بن عبد الله الطرابلسي(20):
يا ربّة الهودج المزرور كيف لنا بالقرب منك؟ وهل في وصلكم طمَعُ؟
إن تبذليه فإن الماءَ من حجرٍ أو تبخلي فمنال الشمس يمتنِـعُ
وقال ابن صارة(21):
سافر فإن الفتى من بات مفتتحاً قفل النجاح بمفتاح من السفر
إنْ شئت خضرتها يا ابن الرجاء فكن في طي غبر الفيافي ثانيَ الخضر
ولا يصـدنك عن وجه تصعبه قد يَنبُعُ الكوثر السلسال من حجر
134. المنجنيق: القذّاف، ترمى به الحجارة (أعجمية معربة). قال نجم الدين بن بطريق
لي على الرِّيق كلَّ يومٍ رُكوبٌ في غبارٍ أغَصُّ منه بريقي
أقصد القلعةَ السَّحوقَ كأنّي حَجَرٌ من حجارةِ المنجنيقِ(22)
وقيل:
ونديمٍ إن أنت نادمته مُتَّ بالندمْ حجر المنجنيق ليس يبالي بمن صدمْ(23).
135. العصر الحجري: العصر الذي سبق عصر استعمال المعادن حيث كانت جميع المعدات والآلات فيه مصنوعة من الحجارة. أما تاريخ ذلك العصر فهو يختلف من منطقة إلى أخرى ويقال إنه بدأ قبل مليونين من السنين قبل أن يكون على الأرض إنسان، ولكن كان على الأرض مخلوق قريب الشبه بالإنسان. وانتهى ذلك العصر في منطقة الشرق الأوسط حوالي 6000 سنة قبل الميلاد بينما بقي في أوربا إلى 4000 قبل الميلاد.
139. إشارة إلى قصة الفيل وهجوم أبرهة الحبشي على مكة وقوله تعالى: (وأرسل عليهم طيراً أبابيل ترميهم بحجارة من سجيل) سورة الفيل آية 4. وذكر ابن هشام في السيرة النبوية أنه لما دخل أبرهة مكة بجيشه وفيله، أرسل الله تعالى عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها حجر في منقاره وحجران في رجليه أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحداً إلا هلك(24).
140. وللشاعر قصيدة حول هذا الموضوع عن أطفال الحجارة نشرت 1988ومما قال فيها(25):
يأيـها الطفل الصغير الصامـدُ يا مَن تمردَ في الخيام يُجاهدُ
يا من يُقاتِل بالحجارةِ ثـائراً يا أيها الطفلُ الكبيرُ الماردُ
قاتلتَ وحدكَ في الخليلِ وغزةٍ ترمي الحجارةَ، والعدوُّ الشاردُ
143. الفلع: الشق والجرح ، ففلع الشيء شقه، وفي لغة الخليج لا يكون الفلع (جمع فلعة) إلا في الرأس.
144. البسيطة: الأرض.
145. إشارة إلى قوله تعالى: (وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي). سورة الأنبياء آية 30.
147. الرسم في الحجر يعمَّر بينما الرسم في الطين يزول بسرعة، وذكر الثعالبي من الأمثال العربية (نقش الحجر): يضرب مثلاً لما يثبت ويبقى ولا يضمحل. وقال من أمثال المؤدبين: التعلم في الصغر كالنقش في الحجر (26).
149. الطوي: البئر المطوية بالحجارة.
152. الصرح: القصر وكلُّ بناءٍ عالٍ.
155. القرط: ما يعلق في شحمة الأذن. الدُّرُّ: اللآلئ، مفردها دُرّة.
158. إثمد: كحل شائع الاستعمال قديماً ولازال في بعض مناطق الخليج. كان الاعتقاد أنه يقوي البصر. وفي منظومة ابن عماد الأقفهسي القاهري في آداب الأكل يقول:
وَكحِّلِ العَينَ عِندَ النَومِ مِن حَجرٍ تَسبِقْ بِهِ نَظَرَ الزَرقا وَلا تَحِلِ
ونقل في الأحياء عن الشافعي رضي الله عنه أربعة تقوي البصر لبس نظيف الثياب والنظر إلى الخضرة والجلوس مستقبل القبلة والكحل عند النوم من حجر، يعني الإثمد. وفي الحديث (عليكم بالإثمد فإنه ينوِّر البصر وينبت الشعر(27)).
159. أوضار: أوساخ.
164. أَحْصَيْتُ الشيءَ: عَدَدْتُهُ. وقولهم: نحن أكثر منهم حَصىً، أي عدداً. قال الأعشى يفضّل عامراً على علقمة (28):
ولستَ بالأكثر منهم حَصىً وإنَّما العزّةُ لِلكاثِرِ
فالحَصَى: صِغارُ الحجارة، الواحدةُ منه حَصاة(5) أي أن الحَصاةُ: واحدة الحَصى، وتجمع على حَصَيات، وتستعمل مرادفة للحجر، فيقال حجر المسك أو حصاة المسك. وحَصاةُ المِسك: قطعةٌ صُلبةٌ توجد في فأرة المسك. وفلان ذو حَصاةٍ، أي ذو عقلٍ ولُبٍّ. قال كعب بن سعدٍ الغَنَويّ (28):
وأَعْلَمُ علماً ليس بالظنّ أنَّه إذا ذلَّ مَوْلى المرء فهو ذَليلُ
وأنَّ لسانَ المرءِ ما لم تكنْ له حَصاةٌ على عَوراتِهِ لَدَليلُ
168. الحِجْرُ: العقل واللب لإِمساكه وإِحاطته بالتمييز(5)، وفي التنزيل: (هل في ذلك قَسَمٌ لذي حِجر) سورة الفجر، آية 5. والحِجْر الحرام، قال الله عز وجل (ويقولون حِجراً محجوراً) سورة الفرقان ، آية22. أي حراماً محرماً، والحَجْرُ المنع، والحَجْر: مصدر قولك حَجَرَ عليه القاضي يَحْجُرُ حَجْراً: إذا منعه من التصرُّف في ماله(13). ومَحْجِرُ العين: ما دار بها وبدا من البرقع من جميع العين. وقيل: هو ما يظهر من نقاب المرأة، وقيل: هو ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن (28).
169. حَجْرُ الإِنسان وحِجْرُه: حِضْنُه(5).
170. الحَصْبةُ والحَصَبةُ والحَصِبةُ: البَثْر الذي يَخْرُج بالبَدَن ويظهر في الجِلْد. والحَصَبُ والحَصْبةُ: الحجارةُ والحصى، واحدته حَصَبةٌ (5).
171. حصبـاة داري: أي الحصباة في لغة أهل الخليج وهي اللؤلؤة الكبيرة بل أكبر أنواع اللؤلؤ في الخليج ثم تليها في المصطلح الخليجي من حيث الحجم الدانة (29).
172. بِلد: ثقل من الرصاص يستعمل لقياس عمق البحر حول السفينة، أو لسحب الغواص على اللؤلؤ لقاع البحر بسرعة. واستعمل القدماء في الخليج قطعة من الحجر للغوص كبلد، وسموها أيضاً "حَـيَر" أي حجر.
173. الأنجَر: مرساة السفينة وهي من حديد، أما السِّنُّ فهي صخرة من النوع الصلب تستعمل كمرساة في سفن الغوص وبعض السفن الصغيرة في الأماكن الصخرية، تثبت بها حديدة ذات طرفين منحنيين تثبت فيها بالخشب. وأعتقد شخصياً أن الاسم (السن) جاء من الحديدة التي تشبه ناب الحيوان. المحامل: جمع محمل وهو السفينة في لغة أهل الخليج، أما في اللغة فالمحمل ما يركب أو يحمل عليه مثل البعير.
174. اللجين: الفضة، والتبر: الذهب.
175. الحَجَران: الذهب والفِضّة(13).
177. المكنون: المستور.
179. تتكون جميع الأجسام، حية كانت أو جامدة، من ذرات. كل ذرة بها نواة موجبة الشحنة تدور حولها إلكترونات، سالبة الشحنة، بسرعة هائلة، بصورة دائمة. فالذرة الموجودة في الحجر مثل أي ذرة أخرى تشابه المجموعة الشمسية حيث تمثل الشمس النواة والكواكب التي تدورحولها الإلكترونات. فحتى ما نسميه جامداً في داخله حركة لا يكشفها البصر.
187. الحِجْر: العقل.
191. تملك الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا قنابل نووية كافية لإنتاج إشعاع ذري يقتل كافة الأحياء من إنسان أو حيوان على وجه الأرض. كما أن الإشعاع سيبقى على الأرض لسنوات عديدة بعد التفجير. فأضرار الحروب النووية قد تتجاوز الحدود والأوطان لتبـيد الإنسان في كل مكان.
193. هيروشيما: مدينة يابانية ألقت عليها الولايات المتحدة أول قنبلة نووية في العالم سنة 1945م أيام الحرب العالمية الثانية.
195. صخر: هو صخر بن عمرو بن الشريد السُلَمي أخو الخنساء الشاعرة ومن سادات بني سُلَيْم. كان من أشهر الفرسان والأجواد الأسياد وشاعر من شعراء البطولة والفروسية.
197. أجداد الشاعر آل بو طامي ينتسبون إلى قبيلة بني سُلَيْم (30).
202. إشارة إلى قول الخنساء عن صخر:
وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ(31)
203. أي إذا كان صخرٌ مثل الجبل فالخنساء هي النار على قمة ذلك الجبل.
208 أي إن القصيدة هذه من البحر البسيط وقافيتها "حجر".
213. كعب (انظر 246)، حسان: حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، شاعر النبي (ص) وأحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية والإسلام، عاش ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام. وكان من سكان المدينة. وقال المبرد في الكامل: أعرق قوم في الشعراء آل حسان فإنهم يعدون ستةً في نسق كلهم شاعر وهم: سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام (32،33).
214. أوس بن حَجَر بن مالك من فحول الشعراء وشاعر تميم في الجاهلية، أبوه حَجَر هو زوج أم زهير بن أبي سُلمى، عمّر طويلاً ولم يدرك الإسلام. في شعره حكمة ورقة، وكانت تميم تقدمه على سائر الشعراء العرب. وكان غزلاً مغرماً بالنساء. ومن أبيات أوس بن حجر الشهيرة:
وليس أخوك الدائم العهد بالذي يذمـك إن ولى ويرضيك مقبلا
ولكنه النائي إذا كنت آمناً وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا
وكذلك:
إذا أَنْتَ لَمْ تُعْرِض عن الجَهْلِ والخَنا أَصَبْتَ حَلِيماً أو أصابَكَ جاهِلُ
215. امرؤُ القيس: امرؤ القيس بن حُجْر بن الحارث الكندي. شاعر جاهلي، أشهر شعراء العرب. أبوه حُجْر ملك أسد وغطفان وأمه أخت المهلهل الشاعر. قال الشعر وهو غلام، وجعل يشبب ويلهو ويعاشر صعاليك العرب، فبلغ ذلك أباه، فنهاه عن سيرته فلم ينته، فأبعده إلى حضرموت، موطن أبيه وعشيرته، وهو في نحو العشرين من عمره. ثار بنو أسد على أبيه فقتلوه، فبلغه ذلك وهو جالس للشراب فقال قوله المشهور: "اليوم خمر وغداً أمر". ونهض من غده يثأر لأبيه من بني أسد فلم يحقق كل مآربه فذهب إلى قيصر الروم يوستينيانس في القسطنطينية يستعين به ومات في طريق العودة في مكان قرب أنقرة (33).
219. كانت العرب تدعي أن لكلِّ شاعر شيطاناً يلقنه الشعر. وذكر الجاحظ في كتاب الحيوان عن شياطين الشعراء أخباراً طريفة تستحق الذكر. قال الجاحظ (1): إنهم يزعمون أنّ مع كلِّ فحل من الشعراء شيطاناً يقول ذلك الفحلُ على لسانه الشعر، وأما قول (الشاعر):
بنت عَمْرٍو وخالها مِسحلُ الخيـ ــر وخالي هُميمُ صاحبُ عَمْرِو
فزعم البهراني أنّ هذه الجنّية بنت عمرو صاحب (شيطان) المخبَّل، وأن خالها مِسْحل شيطان الأعشى، وذكر أن خاله هُمَيم، وهو همّام، وهمّام هو الفرزدق، وكان غالبُ بن صعصعة إذا دعا الفرزدق قال: يا هميم. وأما قوله: صاحب عمرو فكذلك أيضاً يقال إن اسم شيطان الفرزدق عمرو، وقد ذكر الأعشى مِسْحلاً حين هجاه جُهُنَّام فقال:
دَعَوْتُ خليلي مِسْحلاً ودعَوا له جُهُنّامَ جَدْعاً للهجين المذَمَّمِ
وذكره الأعشى فقال:
حباني أخي الجنِّيُّ نفسي فداؤُه بأفْيَحَ جَيَّاشِ العَشيّات مِرْجمِ
وقال أعشى سُليم:
وما كان جِنّيُّ الفـرزدقِ قـدوةً وما كان فيهم مِثْلُ فَحْلِ المخبَّلِ
وما في الخوافي مثل عَمْرو وشيخِهِ ولا بعدَ عمرو شاعرٌ مثلُ مِسْحلِ(1)
220. إشارة إلى قصيدة أبي نُواس، الحسن بن هانئ المشهور بخمرياته حيث قال (27):
دَع عَنكَ لَومي فَإِنَّ اللَومَ إِغراءُ وَداوِني بِالَّتي كانَت هِيَ الداءُ
صَفراءُ لا تَنزِلُ الأَحزانُ ساحَتَها لَو مَسَّها حَجَرٌ مَسَّتهُ سَرّاءُ
وأجمل ما قرأت عن مس الحجر بيت عبد الله بن المعتز:
ألفاني الدهرُ لما مسني حجراً أذكى من المسك لما مسه حجرُ(36).
وأبو الفرج الوأواء قال إن الخمر لو أوى إلى حجر لانتشى (37):
هي الحياةُ فلو تأوي إلى حجرٍ لولّدتْ فيه منها نشوةَ الطربِ
كأنها ولسانُ الماءِ يقرعها دمعٌ ترقرقَ في أجفانِ منتخبِ
إذا علاها حُبابٌ خلته شبكاً من اللجين على ماء من الذهبِ
224. الوسواس: حديث النفس.
228. لقد سمعت مراراً من بعض خطباء المساجد "وسبّحَ الحصى في كفّهِ بغير لسان". وبعد البحث وجدت: أنه ذكرتسبيحالحصى،ففي حديث أبيذر قال " تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصياتفسبحنفي يده حتى سمعت لهن حنيناً, ثم وضعهن في يد أبي بكرفسبحن،ثم وضعهن في يد عمرفسبحن، ثم وضعهن في يد عثمانفسبحن"،أخرجه البزار والطبراني في " الأوسط". والقصة قد تكون موضوعة لأنه ليس في القرآن ولا في أحاديث الرسول (ص) ما يؤيد قصصاً مثل هذه، والله أعلم.
231. العذل: اللوم. بن حَجَر: هو الاسم الذي عُرف به والد الشاعر رحمه الله في قطر والإمارات العربية المتحدة حيث عمل قاضياً شرعيًّا فيهما. وكان شاعراً، لكن غلب على شعره الطابع الديني والتعليمي. ومن أشهر أشعاره: اللآلئ السنية، والدرر السنية، وجوهرة الفرائض، والعقائد السلفية.
236. (أصبر من حجر): من الأمثال العربية(38).
241. جاش: هاج وغلى.
246. كعب: كَعب بن زُهَير بن أبي سُلمى المازني، شاعر اشتهر في الجاهلية. ولما ظهر الإسلام هجا النبي (ص)، فأهدر النبي (ص) دمه، فجاءه كعب مستأمناً وقد أسلم وأنشده لاميته المشهورة في مسجد الرسول حيث بدأ متغزلاً (39):
بانَت سُعــادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُفْدَ مَكـبولُ
وَما سُعادُ غَــداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا إِلا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ مَكحولُ
تَجلو عَوارِضَ ذي ظَلمٍ إِذا ابتَسَمَت كَأَنَّهُ مُنـهَلٌ بِـالراحِ مَعـلولُ
فقبل الرسول عذره وعفا عنه وخلع عليه بردته.
248. شطَّ: بعُدَ.
249. تمتم: التَّمْتَمةُ هي ردُّ الكلام إِلى التاء والميم، وقيل: هو أَن يَعْجَل بكلامه فلا يكاد يُفْهِمك (5).
252. بهيٌّ: ما يملأ العين حسنه وروعته.
253. أهل البحر: سكان السواحل وأهل الحجر سكان الجبال والمقصود جميع الناس سواء سكنوا في مستوى سطح البحر أو أعالي الجبال.
255. (أبقى من وحي في حجر): من الأمثال العربية القديمة (38)، يضرب عند كتمان السر. أي: سرك وحي في حجر، لأن الحجر لا يخبر أحداً بشيء والوحي هنا معناها الكتابة أي أن الكتابة في الحجر تبقى زمناً طويلاً.
256. يغشى: يغطّي.
258. المصراع: نصف بيت الشعر.
259. الزلّة: الخطأ والذنب.