الرّي
489. أَحِنُّ لذاكَ العَصـرِ والنــخلِ والأَثْلِ وصيفٍ به المَنْيُورُ يشدو على مَهلِ
490. فيَطرَبُ ثـورُ الخَبِّ في الخَبِّ راقِصًا ويمشي بحــبلِ الدَّلْوِ هَوْناً وفي ذأْلِ
491. إذا غَفَلَ الثــورُ الذَّلـولُ هُنَيــــهةً يذكِّرهُ البَيْــدارُ بالزَّجـــرِ والرَّكْلِ
492. فيسحَبُ أشــطــــانَ الطَوِيِّ بكَتْفِهِ ليندفــقَ السيلُ الجليلُ مـن السَّجْلِ
493. فلو شـاهدَ العـبـسيُّ أشطانَ بيرِنا لرقَّ لذاكَ الثــورِ يشكـــو من الأسْلِ
الشرح:
489. المنيور: أصلها المنجور: بكرة كبيرة يُجر عليها حبل الدلو (خليج). ولقد عثرت على كلمة المنجور في المخصص ج9 ص 168 بنفس المعنى الخليجي حيث ذكر: "المحالة والمنجور في بعض اللغات: البكرة العظيمة التي تسقى بها الإبل". وكلمة المنجور مثل المصنوع أي الذي نجره النجار أي صنعه، وكما قال العجاج:
هَيَّأَهُ لِلعَوْمِ والتّمهِيرِ نجَّارُهُ بالخشَبِ المنْجُورِ
وحيث إنا في الخليج نقلب الجيم ياءً فصار المنجور منيوراً، كما في المثل الخليجي " لو كلّ من يا نَيَرْ ما تم في البر شَيَرْ" أي لو كلّ من جاء نجرْ ما تم في البر شجرْ.
490. الخَبّ: مسار محفور لمشي الثور ينخفض كلما بعد الثور عن البئر (خليج) وفي اللغة الخَبّ: سهل بين حزنين (لسان العرب) أو الطريقة من الرمل (المنجد) جمعها خُبوب وخِبَبَ. قال ذو الرمة:
حتى إذا جَعَلَتْهُ بين أظهرِها من عجمةِ الرّملِ أثباجٌ لها خِبَبُ
الذأل: المشي بخفة.
491. البَيدار: الفلاّح بلغة أهل عمان والإمارات. وفي اللغة بَيْدَرَ الحنطة كوَّمها، والبيدر القمح ونحوه بعد دياسته وتقويمه (المعجم الوسيط).
492. أشطان: جمع شطن وهو حبل. الطوي: البئر المطوية. السجل: الدلو العظيمة. قال النابغة الذبياني في مدح النعمان:
ومن يَغرِفْ من النّعمان سَجْلاً فليس كَمَنْ يتيّهُ في الضّلالِ
493. العبسي: عنترة حيث قال: يدعونَ عنترَ والرماحُ كأنها أشطانُ بئرٍ في لبان الأدهمِ:
فازورَّ من وقع القنا بلباــنه وشكا إلي بعبــرة وتحمحمِ
الأَسَل: الرماح، سكنت للضرورة، والمقصود هنا أشطان البئر.