عليا
قصة القصيدة: في يوم 4-2-2005 بدأت ابنة الشاعر عليا في تحضير بعض حقائبها، لنقلها من غرفتها إلى بيتها الجديد استعداداً للزواج في 7 فبراير 2005، فشعرت الأم والأخوات بالحزن لقرب انتقال عليا من البيت، وسالت الدموع، وأصاب الوالد ما أصاب الأهل من حزن وبكاء، فكتب هذه الأبيات:
عليا تغـادرُنا والكـلُّ حزنانُ والأمُّ تبكي وللتَّـرحالِ أشـجانُ
لاحت حقائبُها تنأى بها خدمٌ أبكت أباها فجفنُ الـعـينِ ريّانُ
أقول للنفـسِ لا حُزنٌ فذا فرحٌ لكنني بشــعـورِ الأبِّ إنسانُ
فكيف أفـرحُ إذ عليا تغادرُنا والأختٌ تبكي وجَفـنُ الأمِّ ملآنُ؟
يا طائراً من حصونِ الأهلِ منطلِقاً لعُشِّ زوجٍ أبوكِ اليومَ ولهانُ
غداً يضمُّكِ عُشُّ الزوجِ يا وَلَهي لسُنَّةِ اللهِ يا عليــاءُ إذعانُ
إنَّ الزواجَ بأمرِ اللهِ مُشتَرعٌ ما للإلهِ بهذا البـيتِ عِصيانُ
صبراً بني حجرٍ ما هـكذا فرحٌ آنَ الزفافُ فـما للــعرسِ أحزانُ
لم تبتعدْ في ديارٍ لستُ أعرِفُها حلّت قريباً فأهلُ الزوجِ جيرانُ
نرومُ رؤيتَها من غيرِ ما تعبٍ ما حالَ دونَ اللقا بــحرٌ وبلدانُ
هذا الترابطُ معقــودٌ بأفئدةٍ فـلن يفـرِّقَنا إنسٌ ولا جانُ
يا ربِّ وفِّر لها في بيــتِـها فرحاً ورغدَ عيشٍ بـه حُبٌّ وتَحنانُ
علياءُ لا تجـهلي أنَّ الزواجَ به حلوٌ ومـــرٌّ وجناتٌ ونِـيرانُ
فإنْ أساءَ خليلٌ فلـيكنْ لكمُ صَفحُ المُـحبِّ وإحسانٌ وغُفرانُ
لو كانَ يزعلُ زوجٌ كلما وقعت من زوجهِ زلَّةٌ فالعُرسُ خُسرانُ
كوني لزوجكِ عَوناً في الحياةِ فما يكونُ منكِ طَـوالَ العمرِ خِذلانُ
والزوجُ إن لم يكنْ بالحُبِّ متّصــفاً فحظُّهُ الـدهرَ إبعادٌ وهِـجرانُ
فيا رفيـقاً ومأمـوناً ومؤتمَناً أحسنْ إليها فخيرُ الوصلِ إحسانُ
ويا حبيبةَ أهـلٍ لا يعـوِّضُــهمْ إذا ابتعدتِ عن الأهلينَ إنسانُ
كوني له الندَّ في رأيٍ وفي فكَرٍ دربُ المعارفِ للزوجينِ ميدانُ
وإن خِلافٌ بدا فاسعَي لتهـدئةٍ ما كلُّ مَن خالف الأحبــابَ شيطانُ
رُدِّي بلينٍ وتـقديرٍ بلا غضبٍ ما جازَ في عصـــرِنا عُنفٌ وطُغيانُ
لا ترفعي رايةَ النسوانِ صاخبةً ما في التحررِ يا علياءُ عدوانُ
فقد ورِثنـا تُـراثاً لستُ أُنكِرُهُ الزوجُ في البيتِ يا عليـاءُ سُلطانُ