أيام الشباب في قطر
731. خليــليَّ هيَّا سَجِّـلا كـلَّ ما أُملي فقد فارتْ الأفـــكارُ في مُهجَتي تَـغلــي
732. فمهما سَرى شَـعرُ المَشيبِ بلِمَّتي وأرَّقني هَمَّي وأثقـــلــنـي شُــغلـي
733. تفرَّغتُ بعضَ الوقتِ للفـكرِ سارِحاً وقد تُرجِــــعُ الأفكارُ ما ضاعَ من شَملي
734. فأخلو سُويعاتٍ لشِعــري وللهوَى أُسطِّرُ ما يُمــلي الفؤادُ عـلـى العقــلِ
735. وتحمِلُني فوقَ السَّحـابِ خَواطري تَطيرُ كما شاءَت، وقــــد رَاقَها حَمـلـي
736. ومرَّتْ بقُربِ (البِدعِ) تَنـظرُ مَسكناً قَديماً سكنَّاه مـعَ الشــــاةِ والسَّــخلِ
737. وطارتْ إلى أرضٍ فَضـاءٍ وبيتُنـا يُشيَّدُ قـربَ السَّـدِّ فــــي سَبسبٍ زَحْلِ
738. وما كانَ في الستينَ بيـتٌ بقُربِـه ولا شارعٌ قد خُطَّ فــــي سَبخَةِ السَّـهلِ
739. وأذكرُ أوقـاتَ الأصــيلِ جُلوسَنا على السّدِّ والخِــلاّنُ في بَهجةٍ مثـــلي
740. تذكرتُ أيامَ الطــوابيرِ والفصـلِ وحَمليَ للأسفارِ والـــوَرقِ الـجـــزْلِ
741. وحِفظيَ للقرآنِ والشـعرِ في المَسا أسمِّعُه في الصبــــحِ أَغرِفُ من سَجـلِ
742. ونرجِعُ بعدَ الظُّهرِ للــدرسِ كُلُّنـا فنجلسُ للدرســــينِ في الفصلِ للنهـلِ
743. وشَجَّعَني أن أَسلُكَ الـعـلمَ والدي وكنتُ به أُبلي، وكــــــان لـه مَيــلي
744. وسارت على بحـرِ العلومِ سفينَتي لتَدخُلَ نـهــرَ الـطــبِّ ثمَّ إلى حَقـلي
745. فقد كنتُ أهوى الطبَّ، والقـلبُ لبُّهُ عقدتُ لـه عَزمي، ومــــالَ لـه عقـلي
746. وكان طبيبُ العقلِ حــقًّا مُعلِّـمي يُزيلُ غشاواتي ويَشـفـــــي من الجهلِ
747. وكنّا كإخــوانٍ لكـــلِّ مُعـلـمٍ وكان كمِــــصـباحٍ بليلٍ علـــى السُّبلِ
748. وكان لنا خِلاًّ برحــلاتِ صفِّــنا يشاركُنــــا في اللـعْبِ والطـبخِ والأكـلِ
749. وكنَّا تلاميذاً كأبـنــاءِ أُســرةٍ لَهَونا مــــعاً بالـجِـدِّ طوراً وبالهَـزْلِ
750. فكانت سِنينُ الثــانويةِ بُـرهـةً سَعِدنا بها بالـربعِ والـــــدارِ والأهـلِ
751. وأَخرُجُ أحيـاناً مَســاءً لـراحةٍ معي أخـوةٌ ملُّوا من الحِفــــظِ والحـلِّ
752. وسيّارةٍ سارت بنـا في شــوارعٍ تَمرُّ على الأســــواقِ و(المَطعمِ الدولي)
753. نرى اللحمَ مشـويًّا بنارٍ تأجَّـجـتْ يدورُ فتشويهِ وفي ســــطـحـهِ تَصلي
754. فنأخُذُ ما شئـــنا بخُبزٍ مُلَفَّــفٍ معَ الخسِّ والزيتـــونِ غُمِّسَ في الخـلِّ
755. ونأخُذُ أحياناً بــخُـبزٍ فـلافِــلاً لنأكلَ و(الصالونُ) ســــارت على مَهْـلِ
756. فنسمعُ أخباراً ولحــناً وخـطبَـةً نُحلِّلُ أحـداثاً ونبــــحـثُ فـي السُّبْـلِ
757. وكم مِنْ مســاءٍ قد خرَجنا لراحةٍ إلى البحرِ أو نمــشي على الساحلِ السهلِ
758. فنسمعُ صـوتَ الموجِ يعزِفُ لحنَهُ وما خِفـتُ تبليلَ الثــــــيابِ ولا النعـلِ
759. وكنا إذا ما شـــاءَ يوماً رفاقـُنا سَهِرنا على الأسيـــافِ مجتـمعي الشملِ
760. ففي راسِ بو عبودَ نسهرُ في المسا نُسـولِفُ ساعـــاتٍ ونجـلسُ فـي الرملِ
761. يَخِرُّ شِهـابٌ سفَّرَ الكــونَ نورُهُ نراهُ كســـــهمِ النُّـورِ أو نيْـزَكِ النَّبْلِ
762. وغابَ قميرُ الغربِ، والبحـرُ هادئٌ وبانتْ نجومُ الكــــــونِ تلمعُ في اللـيلِ
763. ويعكِسُ سطحُ البحرِ أضواءَ دوحةٍ طرائـــقَ خطَّـاطٍ مُـعـرَّجَةَ الشَّكــلِ
764. تُراقصُ أضواءً مـويجاتُ بحـرِنا تعانِقُها الأضواءُ تَـطــــرَبُ للــوصـلِ
765. فتبدو كـــتبْرٍ مـعْ لآلئَ أُلقيـتْ خطوطاً علـى مـــاءٍ نقوشاً على الـزَّلِّ
766. كحورِ ميــاهِ البحرِ قُمْنَ برقـصةٍ هَززنَ لنــــا بالصَّدرِ والبطـنِ والـذيلِ
767. فنقضي ســويعاتٍ نراقـبُ حولَنا نجومـاً وأمــــواجـاً ونوراً بـه نُسلي
768. تنزَّهتُ والإخـوانَ في كلِّ عُطـلةٍ شَمالاً وفــي الروضـاتِ نَفرِشُ في الظِّلِ
769. ونبدأُ في يومِ الخَــميسِ رحيلَـنا إلى البحرِ أو برًّا فنــــسهرُ في اللـيـلِ
770. وكم بِتُّ قُربَ السِّيفِ، والليلُ مُقمِرٌ فتُنعِسُني الأمــواجُ، أصـــواتُها تُسـلي
771. وما إنْ تَغُطُّ العينُ في لُجَّةِ الكَـرى تَنِـطُّ بــيَ الأحـلامُ ترحـــلُ بالعقـلِ
772. وأيقظَني قبـلَ الشُّروقِ مُخَـرخِشٌ بقِـدرٍ وإبـريقٍ عـــلــى موقدِ الحــلِّ
773. ليُشـعِلَ ضَـوًّا للرُّيــوقِ صديقُنا يصــارعُ كـبـريتاً تـــبـللَ بالـطَـلِّ
774. ونُفطِرُ فوقَ السَّطْحِ سطحِ (فُوَيْرِطٍ) وزادَ نسيمُ البحْرِ فـــــي لذَّةِ الأكــلِ
775. ونَسبَحُ في بحـــرٍ نظِيفٍ وهادئٍ نرى بَدحةً في القاعِ تــــعـبـثُ بالرملِ
776. ومُصْنا ومَشَّشْنا القدورَ بخيــشةٍ نُمَرِّقُها بالمـاءِ مـــن عُلبَــةِ الغسـلِ
777. ونكبِسُ قبــلَ الظهرِ لحماً مقطَّعاً مع العيـــشِ والإبزارِ طـبخاً بلا شخـلِ
778. نَمُدُّ عـلـى المَدَّاتِ سُفــرَةَ أكلِنا وصينيَّةُ المكـــبوسِ في وَسـط الحفـلِ
779. نثرنا بـــلا صحنٍ بتمرٍ وخُضرةٍ بها البصَلُ المــــقطـوعُ رُصِّعَ بالبَقـلِ
780. ونأكلُ والمِذيـاعُ في خيمةِ الغَـدا يَبُثُّ بأنـــــغــامٍ ولحــنٍ على مَهـلِ
781. وغنَّتْ بُعـيدَ الظهرِ كَوكبُ شـرقِنا ففي صوتِها سِحـــرٌ فـيـذهبُ بالعقـلِ
782. (أراكَ عصيَ الدمعِ) تصدحُ للوَرى فيطرَبُ أمثـالي لـــصــوتٍ بلا مِـثلِ
783. ونَلْعَبُ بعدَ العَصــرِ في غِبطَةٍ معاً نَصيدُ حــمـيرَ البرِّ تــــركُضُ في السَّهلِ
784. وكم رمحَ الربــعَ الحمارُ وعَقَّني على الأرضِ أشكو العوقَ يشخَصُ في رِجلي
785. فبعدَ غروبِ الشمسِ عادتْ جموعُنا بصَخبٍ وأنــغـــامٍ إلى دوحــةِ الأهلِ
786. رَحَلنا إلى (لَفَّانَ) في الـعـيدِ مرَّةً نَصبنا شـــروخَ الصيدِ في البَحَرِ الضَّحلِ
787. فصِدنا جَراجيراً وأبنــاءَ لُخـمةٍ وجِدًّا مـــع الصَّافي وسِلْساً مـع السِّكْلِ
788. وفي غُبَّةٍ مُـدَّتْ خـيوطٌ طويلـةٌ حَذَفنا بها في البــــحرِ حَدْقاً على الرِّجْلِ
789. فنسحبُها للسِّيفِ فـي كــلِّ لحظةٍ نَصيدُ بها الــهامــــورَ والشِّعْمَ والسُّولي
790. وإن صاحَ منـا جـــائعٌ لعشائِهِ أتينا بصُخَّامٍ نَشُّبُ عــــــلـى الرمـلِ
791. لنشويَ أسمـاكاً على الجمرِ لابِطاً يراقبُها الجَـوعــانُ كالعـاشـقِ الخَبْـلِ
792. وبعدَ صَلاةِ الفـــجرِ نَنْـزِلُ كُلُّنا إلى البحر بالوِزْرانِ نُـسـرِعُ للــغــزلِ
793. نُبطِّلُ أسمـــاكـاً بشَبْكٍ تَشربَكَتْ فنعرِفُها في الليـخِ والبــــحـرِ بالشَّكـلِ
794. نُكَدِّسُ في طــستٍ بِياحـاً ووَحْرةً معَ الجَــــشِّ واللِّحْــلاحِ والنَّيسرِ الجَزلِ
795. فلحْلاحُنـــا البـسَّارُ والأمُّ ضِلعةٌ وما لاحَ لحــــلاحٌ لعيـني بـلا هُـزلِ
796. ونعزِلُ شـــعريًّا كثيراً وصـافياً لنُلـقــــيَ باللـزَّاقِ والجِـمِّ والفُـقْـلِ
797. ونتركُ خَثَّاقـاً كبــيراً وقُـبقُـباً يصولُ بمِقـــرافٍ ويبـرزُ فـي السَّطـلِ
798. وجــئنا بقَرْقُـورٍ وضَعـنا بِغُبَـةٍ بهِ رَفــــعَ العنْفـوزُ جَيـباً بـلا حـبلِ
799. وصِدْنا عِماداً معْ مُطوِّعِ بــحرِنا ولاحَ حَمــــــامُ البحرِ بالمُـقَلِ النُّجلِ
800. وصِدنا كُليبَ الــدوِّ، والقَينُ جنبَهُ نَشكُّهما مــــعْ قَطـوةِ البـحـرِ بالحبلِ
801. وفي عُطـلةٍ أُخـرى رَحلنا بمِحملٍ نُعَـلِّي بسنـــــبوكٍ صغيرٍ علـى مَهلِ
802. وأَنظرُ من فـــوقِ التَّريكِ طريقَنا نَشقُّ عُبابَ البَـــــحرِ بالمِيلِ ذي المَيلِ
803. وشاهدتُ مثلَ الزَّهرِ ريشَ حُريْشةٍ تنامُ على الجِـــيـبــالِ منْ كَرَبِ النخلِ
804. فصلّيتُ أدعـو اللهَ ألاّ يَضــيرَها مرورُ خُشـيــــبــاتٍ وإزعـاجُ مَنْ مثلي
805. ولاثت على الأسيافِ أشـياءُ جَمَّةٌ وغفَّا ورا السـكَّانِ زوجٌ مـــــن الدَّولِ
806. ويَسبِـقُ ظِلَّ الصَّدرِ دُخـسٌ أمامَنا وكَنْعَدَةٌ نطَّـتْ وعـــــادتْ إلـى البعْلِ
807. وينقــضُّ بَلاّدٌ لينشِــلَ عُـومَةً من البحرِ بالمـنقارِ عَـــــضَّ عـلى الذيلِ
808. وقد غـطَّتِ الحالاتُ في البحرِ كلُّها ورقَّ عليها المــــاءُ فـــي البَحَرِ الضحلِ
809. وإحْمَسةٍ غَفَّتْ تطـــالِعُ جَمـعَنا وقد أضمرتْ في الـــنفسِ شـيئاً من العذلِ
810. فما سرَّها في البحرِ تلويثُ مِحـملٍ ولا صيدُنا الأسمــــاكَ ظلـماً بـلا عَدلِ
811. وطافت حـوالــينا لصيدٍ زوارِقٌ وطارتْ طـيـــورُ اللَّوْهِ تمـتدُّ كالـحبلِ
812. فتَســـمِتُه حينـاً وتُرخيهِ تـارةً وترفــــعُه طَــوراً وتُدنــيه للأصـلِ
813. فتَعلو طيـورُ اللَّوْهِ للسُّحْبِ والسَّما وتَنزِلُ نحـوَ البحــــرِ أو دربِهــا السُّفلي
814. وقد قوَّستْ بالحــبلِ أفرادُ ِسربِها لترسُمَ مثلَ القــــــوسِ أو قُبَّةَ الشَّكـلِ
815. فسِرنا وما خِفنا لِحـاماً ولا حَصى إذا السَّقيُ غـــطّى الحِدَّ في مايةِ الحمـلِ
816. فحَمْلَتُنا تطــفو عنِ القاعِ أذرعـاً تزيدُ على العـــشــرينَ من حافةِ الصِّلِّ
817. وكنتُ أرى الغـالاتِ والفَشْتُ تَحتَنا وزَخرفةً فـي الـقـــاعِ من بُقَـعِ الرملِ
818. ويحسِبُ بِحــريٌّ غزارةَ بحـرِنا بِبِلْدٍ ســــريـعِ الصَّكِّ من شدّةِ الثِّـقلِ
819. وقــد بيَّضَ الحَمْلاتِ طَلْيـًا بنُورةٍ مع الوَدَكِ المصـــنوعِ من شَحَمِ الإبــلِ
820. وشاهدتُ مِنْ يَزْوى السفينةِ أعوراً أمـامَ سُريدانِ الســــفـينةِ كـالثَّمْـلِ
821. يُعمِّرُ جــمراً فــوقَ رأسٍ لقَبْعَةٍ يُدخِّنُ منهـا التَّبغَ يســـعُـلُ كـالطَّـبلِ
822. تسنَّدتُ ألــواحَ الـتَّـريكِ بفَـنَّةٍ وظلِلُني الصّــيــوانُ أسـمـعُ للخِــلِّ
823. وقد نسنـسَ النعشيُّ من بعدِ دَوقَةٍ وأنعشَ سيرُ اللـنـجِ مــن كان في الظّلِّ
824. وكم سُقـتُ والخلاّنَ في يومِ جُمْعةٍ نَمرُّ على (الريّانِ) في الشــــارعِ الجِبلي
825. وفي الوجبةِ الخضراءِ طابَ صباحُنا فرَشنا بِســاطاً للـــجـلــوسِ وللأكلِ
826. وقُمنا نَشُـبُّ النارَ للشـايِ والغدا بِعِيدانِ أشجــــارٍ مـن السَّـمْرِ والأثلِ
827. وقُمتُ لسقيِ الكبشِ مـاءً مُبَـرَّداً وغيريْ معَ السكــــيـنِ يمسحُ بالنصلِ
828. فيذبَحُ كبشي للغَداءِ بنــشــوةٍ وما شاركتْ كفَّايَ في الذبــــــحِ والغسلِ
829. أحدِّقُ في الأشجـار أثناءَ ذبـحِـهِ ولكنني شاركتُ في الطبــــــخِ والأكلِ
830. فلما دَنا عصرُ الشـــبابِ تَفجَّرتْ براكينُ نِيـرانٍ يُحِــــــسُّ بها عقلي
831. فواللهِ لن أنســـى أحاسيسَ فترةٍ من العُمرِ قد طاشتْ عـــلى الظلمِ والجهلِ
832. وكنَّا شَــباباً يرفضُ الضَّيمَ والخَنا ونَـــــرعُدُ ثُـوّاراً نطــالِبُ بالـعدلِ
833. فويلٌ لإســــرائيلَ تغزو ديارَنا وليسَ سِـــــوى التحـريرِ نقبَلُ بالحلِّ
834. نُناصرُ في وهـــرانَ أبطالَ ثَورةٍ ونَفخرُ إنْ "بُحْرَيدُ" ثــــــارتْ على الذلِّ
835. وجاءَ (مُفدًّى) يُـنشدُ القومَ صارخاً (مَددنا خيوطَ الفـــــجرِ) أنشدَ في الحفلِ
836. يقولُ لنا (قمْ نصـنعِ الفجرَ) كُلُّنـا فقُمنا ولبَّينا النِّــــــداءَ بــلا مَطـلِ
837. خَرَجنا شَباباً من مـــدارسَ عِدَّةٍ نُجمِّعُ أموالاً ونَـــهـتِـفُ فـي السُّبْـلِ
838. بناتٌ ونِسوانٌ خَرَجـــنَ بدوحـةٍ تَبَرَّعنَ للثــــــوارِ بالحُليِ والحِجْــلِ
839. ففازَ بنصرِ اللهِ شـعبُ الجــزائرِ وفازَ بنو الإفرنــــــجِ بالعـارِ والخَذْلِ
840. وثارتْ دماءٌ في الصــدورِ لناصرٍ إذا قامَ في مــــصـــرٍ خطيباً بلا مِثلِ
841. هتفنا له مـــن كلِّ فجٍّ ومَسكَنٍ: (يَعِيشُ جَمالٌ للعـــــروبــةِ والأهلِ)
842. فوَحدَتُنا حُلمٌ ونـــاصــرُ قائدٌ ولا لا.. لإســـــرائيلَ بالقــولِ والفِعلِ
843. رَفضنا بأن ننساقَ للـــغربِ أذنُباً يُسخِّرُنا مُستـــــعمرُ الغــــربِ للذُّلِ
844. عروبتُنا حتى المــحيـطِ تيقّظتْ لتَكسرَ أوكارَ الغُـــــزاةِ مـــعَ الكبلِ
845. فكنَّا شَباباً حــالـمــينَ بوحدةٍ وكنَّا صغاراً ناضـــــجـيـنَ بلا عـذْل
846. فأين شَبابُ اليومِ يا عُـرْبُ؟ أينَ هم عن الوحدةِ الكبــــرى وتفكيرِنا الأصلي؟
الشرح:
737. السبسب: المفازة والقفر والأرض البعيدة (المنجد). زحل: بعيد.
738. الستين: سنة 1960م ، السنة التي فيها اكتمل بناء بيت والد الشاعر في منطقة السد.
740. الأسفار: الكتب.
750. برهة: مدة من الزمن. الربع: الأصدقاء (خليج)، (اظر رقم 171).
751. الحلِّ: حل الواجبات والمسائل الدراسية.
752. المطعم الدولي: اسم مطعم كان في شارع الكهرباء في الدوحة.
755. الصالون: سيارة الركاب الصغيرة.
760. راس بو عبود: منطقة في الجزء الشرقي من الدوحة. نسولف: نتحدث والسالفة الحكاية والقصة (خليج). وقد يكون الأصل اللغوي الحديث عما سلف.
761. سفّرَ: أنارَ (خليج) وفي اللغة سفر النار ألهبها (المعجم الوسيط). نيْزك: شعلة تُرى كالرمح وهو أحد أقسام الشهب المتساقطة (المنجد). النّبل: السهام.
763. طرائق: جمع طريقة: الخطّ في الشيء (المنجد).
768. الروضات: جمع روضة وهي الأرض المخضرة بالنبات.
771. تغطُّ: تنام. تنط: تقفز.
772. مُخَرْخِش: الشخص الذي يخرخش، أي يحدث صوتاً بتحريك أجسام صلبة يحك بعضها بعضاً أو يرتطم بعضها ببعض (خليج)، فالصوت الذي ينتج عن هز علبة معدنية بداخلها حصاة صغيرة مثلاً يسمى في الخليج خرخشة، كما أننا نطلق على الشخص المغفل وغير المتزن مخرخَش. وقد تكون خرخشَ الخليجية تحريف خشخشَ، والخشخشة: صوت السلاح وغيره (الصحاح). الحل: الزيت (الكيروسين).
773. الضوّ: النار (خليج) وأصلها الضوء، ولكن لأن أهل الخليج لا ينطقون الهمزة قد قلبت الهمزة واوا وأدغمت في الواو الذي قبلها، وقد أطلق أهل الخليج الضوّ على النار لأنها يستضاء بها. الريوق: الفطور في الصباح فقط ولا نسمي الإفطار في رمضان ريوق (خليج) أي أن الريوق الخليجية تعادل الصَّبوح في الفصحى وهو الأكل أو الشرب في الصباح. وفي اللغة الريق: ماء الفم قبل الأكل، وعلى الريق: لم يفطر (لسان العرب).
774. السطح: كل شيء كان مرتفعاً وأعلاه مسطحاً (المنجد). فويرط: اسم جبل صغير في شمال قطر.
775. بدحة: اسم سمكة (خليج) وفي اللغة بدحت المرأة: تراخت في مشيتها، والأبدح من الدواب: الذي في جنبيه اتساع (الهادي).
776. ماص أي شيء: غسله بالماء فقط بدون استعمال الصابون أو أي مادة أخرى غسلاً خفيفاً، فلِموص القدر مثلاً يُصب الماء في القدرِ ويحرك ثم يسكب منه، وقد يتم موص القدر المغسول سابقاً لأن الغرض من موصه التأكد من عدم وجود غبار أو وسخ يصعب رؤيته، أما إذا كان قد علقت به بقايا طعام واضحة للعين فلا يمكن تنظيفه إلا بالغسل لا الموص (خليج) وفي اللغة ماص: غسل الثوب (لسان العرب). مشَّ: مسح. قال امرؤ القيس: نَمُشُّ بأعراف الجيادِ أكفَّنا إذا نحن قمنا عن شواءٍ مضهّبِ
الخيشة: كيس كبير من قماش غليظ الخيوط (خليج) وفي اللغة خيش: ثياب من مشاقة الكتان والجمع أخياش (العين). مرَّق القدر: وضع الماء فيه استعداداً للطبخ أي هيأه ليكون مرقاً (خليج)، وفي اللغة مرَّقَ القدر: أكثر مرقها (المنجد).
777. نكبس: نعد أكلة المكبوس (خليج)، وكبس الشيءَ: ضغطه، وكبسَ البئرَ: ردمها بالتراب (المعجم الوسيط). العيش: الأرز (خليج). الإبزار: الفلفل (خليج). الشخل: شخلَ الشراب: صفاه (المنجد).
778. المدَّات: جمع مدَّة: وهي البساط المصنوع من الخوص أو الغضف (خليج) وفي اللغة مدَّ الشيء: بسطه (المنجد).
781. كوكب شرقنا: كوكب الشرق، السيدة أم كلثوم.
784. رمحَ: رفس، ولم أسمعها تستعمل إلا لرفس الحمار وقد يكون ذلك لعدم وجود الخيول في البيئة التي نشأت فيها وفي اللغة رَمَح الفرسُ والبغلُ والحمار وكلُّ ذي حافر يَرْمَحُ رَمْحاً ضَرَبَ برجله، وقيل : ضرب برجليه جميعاً (لسان العرب). وعقَّ: ألقى ورمى (خليج) ففي الخليج عقَّ أي شيء: رماه، وفي اللغة تستعمل بمعنى رمى في حالة واحدة وهي رمي السهم للاختيار بين الصلح على الدية أو قتل القاتل كما قال الشاعر:
عَقُّوا بسهم ثمَّ قالوا صالحوا ياليتني في القوم إذ مسحوا اللحى (لسان العرب)
السكل: سمكة خليجية طويلة رأسها مسطح وتميل إلى السواد، يسميها أغلب الناس في قطر (سكن) بقلب اللام نوناً، وفي الإمارات العربية المتحدة تسمى (سِجِل) بقلب الكاف جيماً أعجمية أو تاءً ساكنة مع سين وتلفظ (ستْشِلْ) وهي سمكة معروفة عند العرب منذ القدم بهذا الاسم، فقد ذكرت في تاج العروس السِّكل: سمكة سوداء ضخمة. في لغة أهل اليمن المسكّل: المختبئ الباقي في مكانه ساكتا (المعجم اليمني في اللغة والتراث).
788. الحَدْق والحداق: صيد السمك بالخيط والصنارة (خليج). وفي اللغة حدق بالشيء أو أحدق به: أحاط به، ولذلك قد تكون كلمة الحدق بمعنى التحويط لها مدلول تاريخي، حيث إن استعمال الشباك لتحويط السمك وصيده سبق استعمال الصنارة في الخليج. وهناك احتمال آخر أن كلمة الحدق الخليجية مشتقة من حَدَقَ بمعنى نظر بحدقة عينه، وليس هذا مستبعداً، فقد كنا نتغبب (ندخل في عمق البحر) صغاراً ونلقي بالخيط فيه قريبا من أرجلنا، ونرى السمكة وهي تأتي لأكل الطعم فنصيدها، فقد يكون التحديق وهو شدة النظر بالحدقة أثناء الصيد جزءاً من عملية هذا النوع من الصيد في بدايته. الغبة: الماء الغزير أي العميق وعكسها الرقّ (خليج). أنظر (798).
789. الهامور والشعم والسولي :أسماء أسماك، فالهامور: سمكة معروفة في الخليج ولكن يقال إنّ الاسم دخيل من اللغة السواحلية، وفي المثل الخليجي "هامور ما يدش ولا يخلي السمك يدشون" لأنه يأكل السمك القادم للقرقور (انظر قرقور)، وفي اللغة الهمر: الصب، ورجل همِر: سمين، واليهمور من أسماء الرمال (لسان العرب) فلا يستبعد أن يكون الهامور محرفاً من اليهمور لمشابهته بالرمال. الشِّعم: سمكة تميل إلى الطول، وفي اللغة الشعموم الطويل (لسان العرب). السولي فصيلة من السمك المعروف بالشعري في الخليج ويتميز عن بقية عائلة الشعري بأن رأسه وفمه أطول وعرضه أقل وبطنه أقل استرخاءً، ولكن في اللغة السَّوَل: استرخاء البطن (لسان العرب).
790. صخام: فحم (خليج) وفي اللغة الصخام لغة في السخام وهو سواد القدر (لسان العرب) ولكن هذه اللفظة الخليجية لها أصل قديم انقرض، فقد ذكر ابن سيده أن السّخم: السواد والسُّخام: الفحم (المخصص). نشُّب: نشعل.
791. لابط: متحرك (خليج) وفي اللغة تلبّط: تمرغ (لسان العرب).
792. الوزران: جمع وزار وهو قماش يلف به الجسم من السرة إلى القدم (خليج) وأصل الوزار في الفصحى إزار. الغزل: الشبك، لأن خيوطها كانت مغزولة (خليج).
793. بطَّلَ: فكَّ وفتح، بطَّلَ البابَ: فتحه، وتبطَّلَ البابُ: انفتحَ وفي المثل الخليجي "كثرة الدّق يبطّل اللحام" (خليج) وفي اللغة بطَّل الرجلُ الشيءَ: عطله ولم يجعل له مفعولاً. تشربكت: تداخلت وانعقدت (خليج) وربما أصل تشربكت تشابكت فحصل فيها تحريف. الليخ: شبك لصيد الأسماك له عيون واسعة (خليج) وفي اللغة: التَخَّ العشبُ: التف (الصحاح) وسكران ملتخّ: اختلط عقله فلا يفهم (لسان العرب). ولاخه لوخاً: خلطه (المعجم الوسيط).
794. البياح والوحرة الجشّ واللَّحْلاح والنَّيسر: أسماك خليجية. فالبياح: سمك معروف عند العرب، فقد ذكر في كتاب العين أن البياح: ضرب من السمك وهو أطيب السمك. وقال:
يا رُبَّ شيخٍ من بني رَباحِ
إذا امتلا البطن من البياحِ
صاح بليل أنـكرَ الصياحِ (لسان العرب)
809. إحمسة: أي حمسة وهي السلحفاة (خليج). وفي اللغة الحمسة: دابة بحرية من فصيلة السلاحف (المعجم الوسيط).
811. اللَّوه: جمع لَوهَة (غاقة سوقطرة السوداء (Socotra Cormorant) وهي طائر بحري أسود يطير على شكل مجموعات تمتد بصورة متواصلة في سرب طويل، ومن خواص سربه أنه لا يطير بصورة مستقرة على ارتفاع واحد، ولكنه يرتفع وينزل وكأنه مضطرب (خليج) وفي اللغة لاهَ السراب لوْهاً اضطرب (لسان العرب).
812. تسمته: تشده، وسمت الحبل : شده (خليج)، وفي اللغة سمتَ الشيءَ: قصده (المنجد وجمهرة اللغة).
814. قبة الشكل: شكل القبة وهذا ما يسمى بالقلب في البلاغة ومثله قول النابغة الذبياني:
ولا تتركني بالـــوعيدِ كأنّني إلى الناسِ مطليٌ به القارُ أجربُ
والمقصود هو مطلي بالقار.
815. اللَّحم: لحمت السفينة أي لامس بيصها (قاعها) قاع البحر (خليج) وفي اللغة لحم بالمكان: نشب به، ولحم الشيء بالشيء: ألصقه (المنجد). السَّقي: ارتفاع البحر ، المد (خليج). الحِدِّ: امتداد لسان البر في البحر جمعه حدود (خليج). ماية: تيار الماء (خليج) وأصل الماي الخليجية ماء. الحمل: زيادة مياه المد في أول الشهر العربي أو منتصفه وفي اللغة الحمل: السحاب الكثير الماء (لسان العرب).
816. الحملة: الجزء الذي يغمره الماء من السفينة ويحمل السفينة على الماء والجمع حملات. الصل: زيت يستخرج من حيوانات البحر يستعمل لطلاء السفن له رائحة كريهة (خليج) وفي اللغة صلَّ: أنتن وفسد.
817. الغالات: جمع غالّة: وهي موضع عميق في البحر تحيطه به مياه ضحلة قريب من ساحل البحر (خليج). الفشت: صخور مرجانية هشة يعلوها ماءٌ ضحل (خليج).
818. بِحري: بكسر الباء (خليج) وبفتح الباء في اللغة، وهو بحار السفينة. الغزارة: شدة عمق ماء البحر، وغزر: زاد عمقاً (خليج) وفي اللغة غزر الماء: كثر، والغزير: الكثير من كل شيء (المنجد). بِلْد: أسطوانة من الرصاص تستعمل لقياس عمق البحر تُدلّى من السفينة حتى تصل قاع البحر، والفعل بَلَدَ، فبلد البحر: قاس عمقه (خليج) وفي اللغة بَلَدَ بالمكان: أقام به ومنه البَلَد، وأَبْلَدَ: لصق بالأرض، والمُتَبلِّد: الساقط على الأرض (لسان العرب). قال طرفة بن العبد:
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني عنيت فــلم أَكسل ولم أتبلّدِ
الصك: وصول قاع البحر أو الضرب (خليج) وفي اللغة صكّه: ضربه (المنجد).
819. نورة: مسحوق أبيض من الجير كان يستعمل في طلاء جدران المنازل ويخلط مع الودك لطلي أسفل السفن (خليج) وفي اللغة النورة حجر الكلس (المنجد). الودك: الشحم والدسم.
820. يزوى: أو يزوة: بحارة السفينة، ولم أسمع لها بمفرد في حين أن من مترادفاتها في الخليج البِحْريِّة ومفردها بِحري (خليج) وأعتقد أن أصل يزوى الخليجية (جزوى) قلبنا الجيم ياءً كعادتنا، والجزوى في اللغة الذين يعملون بأجر. سُريدان: أو الصُّريدان: مكان مرتفع في منتصف السفينة (صندقة) يطبخ فيه الطعام (خليج) وفي اللغة الصَّرْد: مكان مرتفع في الجبال (لسان العرب).
821. يعمّرالنار: يشعلها ويجهزها، واستعمال لفظة عمَّرَ لنار الطبخ قليل ولكنه شائع بين البحارة وكأنه مصطلح للجمر الذي يوضع في رأس شيشة التبغ (خليج) وفي اللغة عمّر الدار بناها، والعمارة: كل شيء على الرأس من تاج أو عمامة (المنجد). قَبْعة: قارورة من ثمرة جوز الهند تستعمل في السفن لتدخين التبغ، والقَبْعة أيضا نصف القارورة المذكورة تستعمل في السفن كقدح لغرف الماء أو الشرب، والقبعة في السفينة تلازم الفنطاس دائماً حتى قيل في المثل الخليجي "فنطاس وقبعة" (خليج) وأصلها اللغوي القَعْب: القدح (المنجد) وتقديم حرف على آخر مألوف في بعض لهجات العرب ويسمى في اللغة الاشتقاق، فلقد سمعت أهل الكويت يقدمون الضاد على الباء في الفعل قَبضَ فيقولون قَضَبَ، ومثله في اللغة جذب وجبذ بمعنى واحد.
822. فنّة: السطح المستوي، وهي واحدة في صدر السفينة وأخرى في مؤخرتها (خليج)، وفي اللغة فنَّ الشيءَ: زينه، والفنن: الغصن المستقيم (المنجد). الصيوانُ: ظلال في مؤخرة السفينة، الثلث الأخير منها، تصون البحارة من حرارة الشمس (خليج) وهي مشتقة من صان: حفظ، والصِّوان: الذي تحفظ فيه الأشياء (الهادي).
823. نسنست الريح: هبت هبوباً خفيفاً، والنسناس: الهواء الخفيف المنعش (خليج) وفي اللغة نسنس الطائر : أسرع في طيرانه (لسان العرب). النعشي: الريح الشمالية نسبة إلى كواكب بنات نعش في جهة القطب الشمالي (خليج). دوقة: سكون الريح، ودوّقت الريح: سكنت (خليج) وفي اللغة داق دوقا: كسد أو هزل أو عدل عن الشيء (تاج العروس). اللنج: سفينة بخارية (خليج) واللفظة أجنبية.
824. سقت: سقت السيارة. الريان: منطقة في قطر. الجبلي: القِبلي بقلب القاف جيماً كما هو مألوف في لغة أهل الخليج، ففي المثل الخليجي إذا "ريجك (ريقك) عسل لا تبلعه كله" (خليج).
825. الوجبة: منطقة أثرية في قطر بها روضات.
832. الخنا: الفحش.
834. وهران: مدينة في الجزائر. بحريد: جميلة بو حريد البطلة الجزائرية.
835. مفدّى: مفدى زكريا ابن تومرت، شاعر الثورة الجزائرية الذي زار قطر أثناء الثورة. (مَددنا خيوطَ الفجرِ): مطلع القصيدة التي ألقاها علينا في مدرسة الدوحة الثانوية في قطر والتي قال فيها:
مددنا خيوط الفجرِ.. قمْ نصنعِ الفجرا وصغنا كتابَ البعثِ .. قم ننشر السفرا
وكانت لإبـراهيمَ بــــرداً، جهنمٌ فعلّمنا في الخـطب أن نمضغَ الجمرا