أنا وساعة اليد
بمناسبة رؤية صورة ساعة جلالة ملك البحرين الحمراء العجيبة اليوم 13-7-2022 وهو جالس مع سمو الشيخ تميم في جدة، تذكرت ما مر على يدي عبر السنين من ساعات، فقررت تدوينها.
كنا نعرف أوقات الظهر والعصر والمغرب والعشاء من سماعنا للأذان أيام الطفولة، أما أذان الفجر فلا يسمعه الأطفال. وكنت أرى الكثير من الرجال يلبسون ساعات اليد، وكانت ساعات (أوستن) هي الشائعة الاستعمال آنذاك. أما والدي فكان يستعمل ساعة الجيب. وكان يخرجها أحيانًا من جيبه العلوي، وهو على المنبر، فينظر إليها أثناء خطبة الجمعة، ليتأكد أنه لم يطل الخطبة على الناس.
ساعة الوالد
بدأت في لبس ساعة اليد وأنا في سن ١٣ من العمر سنة ١٩٥٦. وأول ساعة لبستها كانت (أوستن) المعدنية البيضاء. وكان التوقيت عندنا آنذاك هو التوقيت العربي. فنضبط عقارب الساعة على ١٢ بعد أن تسلم الشمس (تغرب). ونعدل التوقيت كل أسبوع مرة أو مرتين، لأن موعد غروب الشمس يتغير باستمرار. وكان شروق الشمس حول الساعة 12 أيضًا. وكنت "أكوك" الساعة يوميًا عند الغروب (أحرك المفتاح في اتجاه حركة الساعة)، لأنها لم تكن ساعة (أو تماتيكية)، وما أخترعت ساعات بالبطاريات آنذاك بعد.
ولما تخرجت من الثانوية، لبست (رولكس) أوتوماتيكية غير ذهبية لمدة ١٤ سنة.
وفي الثمانينات من القرن الماضي، عندما كنت وكيل وزارة الصحة، رافقت وزير الصحة، المرحوم خالد المانع في زيارة سمو الشيخ عيسى بن سلمان حاكم البحرين رحمه الله. وكان المانع يحمل هدية للشيخ عيسى وهي سيف ذهبي. فأهداه الشيخ سيارة ثمينة، وأهداني ساعة رولكس ذهبية ثمينة. ولكني لم ألبسها، لأنه ليس من طبعي حب المظاهر ولبس الثمين. ولا أشعر بالراحة في لبس ساعة فخمة، فأخذتها زوجتي مني. ولكني لبست ساعة رولكس عادية رخيصة بدلاً منها.
ولما طلعت ساعة (Casio) اليابانية في سوق واقف، وفيها تخزين لأرقام التلفونات، أعتبرنا ذلك تطورًا تقنيًا كبيرًا. فخلعت الرولكس، واشتريت ساعة (كازيو) رخيصة بقيمة ١٢٠ ريالاً. فلبستها بموديلاتها المختلفة عدة سنوات لأنها كانت عملية أكثر. ومازلت محتفظًا بها للذكرى. ولم ألبس الساعات الرخيصة بخلاً، لكني أميل للبساطة في الحياة. فأنا أفخر بعلمي ومعرفتي لا بساعاتي. كما أني من المدرسة القديمة التي تعتبر التزين باللباس للنساء. وقد قال المتنبي: (وفي عنق الحسناء يُستحسن العقدُ). وقد قيل: "قيمةُ الإنسانِ ما يُحسِنُهُ".
ساعتي كازيو القديمة
وفي التسعينات من القرن الماضي، بينما كنت أتجول مع العائلة في سويسرى صيفًا، أجمعت العائلة على أن تشتري لي ساعة رولكس أعجبتهم، وأصروا علي أن أتخلى عن الساعة القديمة. فنزلت على رغبتهم، واشتريتها بحوالي 2500 فرانكًا سويسريًا كما أذكر. والآن لما أخرجتها لأصورها، تفجأت بأن عقرب الثواني بدأ يتحرك.
ساعتي الرولكس
وفي سنة ٢٠١٦ قررت أن أمشي مع التطور التقني، فخلعت الرولكس ولبست ساعة أبل الرخيصة.
ساعة أبل
والله أعلم ما سيظهر غدًا لمعرفة الوقت.
د. حجر أحمد البنعلي 14-7-2022