يا ليت أيام الشباب تؤول
أرى الشَّيْبَ يَسريْ والسَّـوادَ يــزولُ فيا ليتَ أيـامَ الشبـــابِ تَـؤُولُ
ويـا ليتَ أيامي التي قـــد فقدتُها تعـودُ إلـيّ مـرةً وتَــطـولُ
مضى نِصفُ عمري في الدّروسِ وهأنا طريحٌ علـى نعشِ الهُـمـومِ قَتيـلُ
فلــو كان لـي عُمــرٌ جديــدٌ أعيشُهُ لـما سِرتُ في نفسِ الدروبِ أجـولُ
ولا كنتُ في (امريكا) أقطّـعُ مُهجــتي على جُـثَثٍ محفـوظـةٍ فأُطِيــلُ
وأسهرُ طولَ الليـلِ بينَ رُفاتِهــــا كأَنـي لأشــلاءِ الرُفـاتِ خَليـلُ
فيا صاحبي كيفَ السبـيـلُ إلى الصِّبـا ولـستُ إلى طولِ الحَيـاةِ أَمِـيــلُ
ولكنني أهــوى من العُمـــرِ فَـترةً بها العيشُ حلـوٌ والهمـومُ قليـلُ
فظـلَّ صديقـي صامِتـاً متحــيّراً وسحّتْ دمـوعٌ في الـتُرابِ تَسيـلُ
ولاحَ لعيـني شَعْــرُهُ مُتَشَعْشِعـــاً وشَعْـرٌ قليـلٌ فـي البياضِ دَخيـلُ
وقال بصـــوتٍ خافِتٍ متأثّــــراً وبان على وجـهِ الصديـقِ ذُهـولُ
إذا ما علـومُ الطبِّ تكشِــفُ غامِضـاً فلـيس إلى ذاكَ الســبيلِ سبيـلُ
فيـــا لَكَ مـن قولٍ صحيحٍ سمعتُــهُ وكِـدتُ كما قــالَ الصديقُ أقولُ
فـواللّهِ مـا في الطّبِّ للشَّيْبِ بلســـمٌ ولا في خِضابٍ للشـــبـابِ بديــلُ
مايو 29 سنة 1991