top of page

العودة إلى العراق:
لقد ذكرت في الحلقة السابقة أن بدراً بعد أن صارحه الطبيب البريطاني بأنه لا يوجد لمرضه علاج ، ذهب إلى فرنسا في 15/3/1963 لعله يجد فيها العلاج الناجع الذي يبحث عنه. ولم يكن حظه في باريس أحسن من حظه في لندن، اللهم إلا أن امرأة كان يعرفها منذ كان في بيروت سنة 1960، تريد أن تترجم أشعاره إلى الفرنسية، عطفت عليه وأخذت ترسل له الزهور إلى الفندق كل يوم، فتوهم أنها وقعت في غرامه. وكانت تلك الصديقة، التي تعلق بها، هي الكاتبة والصحفية البلجيكية الآنسة (لوك نوران) فكتب لها في 18-3-63 (ليلة في باريس) ومما قال فيها:

 

وذهبتِ فانسحب الضياءْ

أحسستُ بالليل الشتائيِّ الحزين، وبالبكاءْ...

أحسست وخز الليل في باريسَ، واختنق الهواءْ

 

 وقرأ القصيدة على "الصديقة" البلجيكية بعد أن ترجمها لها بالإنجليزية، فعانقته وبكت، مما جعله يجزم أنها تحبه، ولكنها لما لاحظت تعلقه بها، أخبرته بأن رجلاً آخر في حياتها. وهكذا يعود التاريخ إلى بدر كما كان سابقاً: يحب امرأة لا تبادله الحب بل تحب غيره. وليس هذا غريباً فكم وقع ذلك لغيره من الرجال ومنهم بعض الشعراء المشهورين في أدبنا العربي، مثل ذي الرمة الذي قضى حياته يتغزل بمية، محبوبته التي كانت معجبة بأشعاره، ولكن لا تبادله الحب. وقد لا يكون الأمر محض صدفة أن يسمي بدر ابنه "غيلان" وهو اسم ذي الرمة. وإن أنسَ لا أنسى بيتاً للأعشى في لاميته الشهيرة حيث قال:

 

عُلّقتها عرَضاً وعُلّقتْ رجلاً       غيري، وعُلِّقَ أُخرى غيرها الرجلُ (22)
 

 وكان بدر قد توقع أن حباً مع الصديقة الجديدة قد يعوضه الحبَّ القديم الذي فقده بموت (وفيقة) وستكون له البلجيكية (وفيقة) جديدة يجدد معها أمله في الحياة:

 

...لو صحَّ وعدُكِ يا صديقة

لو صحَّ وعدُك، آه لانبعثت (وفيقة)

من قبرها، ولعاد عمري في السنين إلى الوراء   (14) 
 

 

وفي اليوم التالي وهو على أُهبة السفر من باريس إلى العراق، بعد أن أُخبر في فرنسا أنه لا علاج له، كتب (أحبيني) وانطلق يُفصح عما يجيش في خاطره، مستعرضاً النساء اللواتي أحبهن ولم يبادلنه الحب، كما ذكرنا في بداية هذه الحلقات:

 

وما من عادتي نكرانُ ماضيَّ الذي كانا

ولكن.. كلُّ من أحببت قبلك ما أحبوني

ولا عطفوا عليَّ؛ عشقتُ سبعاً كنَّ أحيانا

ترف شعورهنَّ عليَّ، تحملني إلى الصينِ..

 

ولكن من يخاطب الشاعر في هذه القصيدة التي كتبها في 19/3/63  في باريس؟ هل يخاطب زوجته، التي يوشك أن يلتقي بها، أم أنه يخاطب الصديقة البلجيكية التي يودعها؟ الواضح أنه يخاطب البلجيكية لأنه أحس أنه راجع إلى الدار ليموت بعد أن أجمع الأطباء على أن حالته مستعصية ولا علاج له. لم يستطع أحد أن يعينه على دائه أو ينقذه. أمته العربية أمة فاشلة لأنها لم تنقذه. سلط غضبه على الأمة وتراثها الديني وحتى زوجته التي حملها ظلماً مسؤولية مأساته المرضية. ماذا دفع بدراً إلى تلك الثورة وهو الذي عودنا حبه لوطنه وزوجته كما سأثبت أدناه؟ لا شك عندي أنه اليأس الشديد والإحباط ع، جعلاه يثور على كل شيء إلا على الصديقة البلجيكية، التي قامت بدور الطبيب النفسي، تواسيه وتغدق عليه بالزهور ليطريها في شعره. فأحبها حباً وهمياً يهرب إليه من واقع صعب لا مسرة فيه. فتمنى وتوسل أن تحبه حباً حميماً، متناسياً الحقيقة المرة أنه ليس في وضع صحي لخلق علاقات غرامية مع النساء. فهو فاقد القدرة على قواه الجنسية والجسدية. ولكنه أراد أن يتوهم وهو الشاعر القادر على التحليق في سماء الحلم والوهم والخيال. وأتوقع أنه كان يبكي وهو يكتب هذه القصيدة لأني أشعر من إعادة قراءتها أن ثورتها ثورة بكاء وحزن، تستحق منا الشفقة عليه، وعذرَهِ لا عذلَهِ:

 

كفرت بأمَّة الصحراء

ووحي الأنبياء على ثراها في مغاور مكةٍ أو عند واديها

وآخرهنّ؟ آهِ .. زوجتي، قدري، أكان الداء

ليقعدني كأني ميّتٌ سكران لولاها؟

وهأنا.. كلُّ من أحببتُ قبلك ما أحبّوني

وأنتِ؟ لعلّهُ الإشفاق!! .. لستُ لأعذرَ اللهَ

إذا ما كان عطفٌ منه، لا حب الذي خلاه يسقيني

كؤوساً من نعيمٍ آهِ ، هاتي الحبَّ روِّيني

به، نامي على صدري، أنيميني

على نهديك، أوّاها

من الحُرَق التي رضعت فؤادي ثمةَ افترستْ شراييني

أحبيني

لأني كلُّ من أحببتُ قبلك لم يحبوني     (14)

 

فتلك الطفرة الغاضبة، طفرة عابرة. فكم ردد بدر شعور الحب الشديد والتعلق بالوطن في قصائد عديدة تجعلنا نغض الطرف عما يشطح به في نزوة غضب مؤقت. أما قال في (وصية من محتضر):

 

هموماً أريد من الحياة فدى صحاراك الرحيبة

أرباضُ لندن والدروب.. (7)

 

وفي (سفر أيوب) الخامسة قال:

 

آهِ، لولاك يا داءُ ما عِفتُ داري
ما تركتُ الزهورَ التي فَتّحتْ في جداري  (7)

 

وقال في (الليلة الأخيرة):

 
إن يكتب اللهُ لي العودَ إلى العراق
فسوف ألثم الثرى، أعانق الشجر.. (7)

 

أما عن حبه لزوجته إقبال، فإنه وإن كان زواجاً تمَّ بناءً على قرار عائلي تقليدي، إلا أن حبه لها نما مع الزمن واشتد بعد المرض. فقد قال في قصيدة (ليلة وداع) التي قال في إهدائها "إلى زوجتي الوفية":

 

أوصدي الباب، فدنيا لستِ فيها
 ليس تستأهل من عينيَ نظرةْ.. (14)

 

وقال في (إقبال والليل):

لولاكِ ما رمتُ الحياة ولا حننتُ إلى الديارْ
حببتِ لي سدف الحياة ، مسحتها بسنا النهار (14)

 

إذن تلك الثورة الغريبة على الزوجة المحبة هو انعكاس ليأس من مرض لا علاج له، وشعور بالضجر مما حوله. ولقد توقع بدر قبل تلك القصيدة بثلاثة أسابيع أن الضجر لن يسمح له بأن يعود لزوجته مبتسماً في قصيدة (يا غربة الروح) التي كتبها في لندن في 26/2/1963:

 

لولا الخيالات من ماضيَّ تنسربُ

كأنها النومُ مغسولاً به التّعَبُ

لم يتركِ الضجرُ

مني ابتساماً لزوجٍ سوف ألقاها.. (14)

 

هكذا كان تحليلي الشخصي لسبب غضبه من زوجته، ولكني وجدت سبباً آخر سُجل كملاحظة في الديوان تحت قصيدة (القن والمجرة) التي كتبها قبل سفره من لندن بأسبوعين، في 2/3/63، صب نار غضبه فيها على زوجته. الملاحظة تقول: "كتب الشاعر هذه القصيدة في سورة غضب، إذ أن زوجته أصرت عليه بالرجوع إلى العراق وقد ساءت صحته بعد ذلك، فتشاءم واعتبر زوجته مسؤولة عن تدهور صحته" وقد قال فيها:

 

ولو لا زوجتي ومزاجها الفوار لم تنهدّ أعصابي

ولم ترتدَّ مثل الخيط رجلي دونما قوة

ولم يرتجَّ ظهري فهو يسحبني إلى هُوّةْ.. (14)

 

ولكن استمرار تدهور صحة بدر مع الزمن من طبيعة مرضه، ولا ذنب لزوجته في الأمر. وقد ندم بدر على ما قاله عن زوجته في حالة الغضب تلك، وطلب عدم نشر قصيدة (القن والمجرة) في الديوان ولكنها نشرت بعد وفاته.

ولقد غضب من زوجته في بيروت سابقاً، لما ألقت من النافذة بخصلات من شعر اكتشفتها في درجه لممرضة كان بدر يحبها تسمى ليلى.

 

ولما عاد إلى البصرة من أوربا دفعه اليأس إلى أن يجرب أي علاج يسمعه من الناس. لذلك "قبل بدر أن يعالجه بدوي من الزبير، فكوى ساقيه وظهره بالنار...ولم يكن لهذا العلاج فائدة. وقبل بدر في يأسه كذلك أن يعالجه سادات البصرة.. الذين يدّعون العلم بالعلاج الروحاني" (8).

 

ولم يكتب شعراً لمدة عشرين يوماً بعد عودته إلى البصرة، ثم كتب قصيدة (ليلة في العراق) ومما قال فيها:

 

وعدت إلى بلادي يا لنقّالات إسعاف

حملن جنازتي، متمدداً فيه أئن رأيت (غيلانا)

يحدّق بانتظاري في السما وغيمها السَّافي (14)

 

وبعد 10 أيام أخرى كتب قصيدة أفضلَ إيقاعاً وموسيقى، يتخيل فيها أنّ نسيم مسقط رأسه جيكور في الليل يحمل له همسات وأشواق أمه في قبرها، ثم يناجي أمه ويبثها حبه للموتى لأنها واحدة منهم. ويتضرع إليها أن تلمسَ ساقه وتشفي شلله. ولكن لماذا يعود بدر لمناجاة أمه عندما يرعبه الموت؟ أعتقد شخصياً أن شاعراً اجتماعياً مثل بدر، الذي ألف الناس حوله، يسليهم بأشعاره ويؤنسوه بإطرائهم لشعره، لا يستطيع أن يتخيل أنه سيدفن في قبر وحيداً معزولاً عن الناس. فتخيل أن أمه في انتظاره كما كانت تفعل عندما كان صغيراً يعود من المدرسة. هذا التخيل والشعور غير الواقعي، يحاول أن يقنع نفسه به، ليخفف من خوفه من وحشة القبر. يقنع نفسه بأن أمه ستكون في انتظاره لتكون معه. لذلك لجأ لمناجاتها كلما أحس بقرب موته، بل يتصرف أحياناً كطفلٍ صغير يظن أن أمه قادرة على المعجزات ، فهي التي روت عطشه وشفت جوعه صغيراً، قد تشفيه الآن من مرضه الذي عجز الأطباء عنه. لذلك يطلب منها في هذه القصيدة أن تشفي شلله. وقد سمى القصيدة (نسيم من القبر):

 

نسيم الليل كالآهات من جيكورَ يأتيني

فيبكيني

بما نفثَتْهُ أمي فيه من وجدٍ وأشواقِ

تنفس قبرُها المهجور عنها، قبرُها الباقي

على الأيام يهمس بي: " تراب في شراييني

ودودٌ حيث كان دمي، وأعراقي

هباءٌ من خيوط العنكبوت؛ وأدمع الموتى

إذا ادكروا خطايا في ظلام الموت.. ترويني

مضى أبَدٌ وما لمحتْك عيني! ليت لي صوتا

كنفخ الصُّورِ يسمع وقعَه الموتى، هو المرضُ

تفكك منه جسمي وانحنتْ ساقي

فما أمشي، ولم أهجرك إني أعشق الموتا

لأنك منه بعض، أنت ماضيَّ الذي يمِضُ

إذا ما اربدَّتِ الآفاق في يومي فيهديني!

 

أما رنَّ الصدى في قبركِ المنهار، من دهليز مستشفى

صدايَ، أصيحُ من غيبوبة التخدير، أنتفضُ

على وَمْض المشارط حين سفتْ من دمي سفّا

ومن لحمي؟ أما رنّ الصدى في قبرك المنهارْ؟

وكم ناديتُ في أيام سهدي أو لياليه:

"أيا أمي، تعالي فالمسي ساقيَّ واشفيني"  (14)

 

واستمرت صحة بدر في التدهور وقد وقع على الأرض مراراً وهو يحاول المشي بعكازته، حتى إن أباه قد مات في عيد الأضحى 1963 في أوائل مايو ولم يتمكن بدر أن يحضر جنازته. وقال في قصيدة (لوي مكنيس):

 

أبي مات لم أبكِ حزناً عليه
وإن جنَّ قلبي

من الهمِّ وانهد شوقاً إليه..  (14)

 

 وقد قل إنتاجه الشعري في تلك الفترة وقال: "إني سئمت من الضرب على وتر أنا مريض فيما أكتبه من شعر" (8). ولكنه لم يبق له إلا الشعر يلوذ به ويشكو معاناته. لذلك عندما مات كسيح آخر يعرفه (حميد)، رثاه بقصيدة ليست رثاءً لميت فحسب، ولكنها رثاء النفس، رثاء من ينتظر نفس المصير. فيتخيل الميت وقد طويت رجلاه في القبر، ثم أنه يزحف على صدره لله، ثم يزل لسان الشاعر وكأنه يهذي من المرض فيجعل الله يبكي ويعتذر من الميت!..

 

حميد أخي في البلاء الكبير

- فقد كان مثلي كسيحا

يدب بكرسيّه مستريحا

تساءلت عنه فقالوا : "يسير

على قدميه فقد عاد روحا

لقد مات" يا ويلنا للمصير!! 

ينام ورجلاه مطويتان

شهودا على الداء في قبره

إذا ما رأى الله رأي العيان

وقد سار زحفاً على صدره

فأي انسحاقٍ وأي انكسار

يشعان من عينه الضارعه !!

سيبكي له الله من رحمة واعتذار  (14)

 

ومع التدهور المستمر في صحته يكتب إلى أحد أصدقائه: "لا أكتب هذه الأيام إلا شعراً ذاتياً خالصاً..لعلني أعيش هذه الأيام آخر أيام حياتي... موقفي من الموت قد تغير. لم أعد أخاف منه. ليأتِ متى شاء. أشعر بأني عشت طويلاً" (8).

 

وبدخول سنة 1964 دخل بدر مرحلة حرجة مع المرض، ولم يعد قادراً على الوقوف، وأصبح طريح الفراش، وتكرر ظهور القروح على جلده بسبب المكوث في السرير. وفقدَ التحكم بالبول والبراز. ومع كل ذلك فلما سمع بموت شاعر أجنبي (لوي مكنيس) في 9-1-64 رثاه أيضاً، وتمنى الموت ليلحقه ويسعد بالتخلص من معاناته.


ويا ليتني مت إن السعيدْ

من اطّرحَ العبء عن ظهرهِ

وسار إلى قبره

ليولد في موته من جديد!  (14)


وفي 9/2/1964 أصيب بالتهاب رئوي حاد وحمى شديدة، وقد تعفنت قروحه السريرية فأدخل بسببها المستشفى في البصرة.

وفي المستشفى تحسنت الرئة ولكن لطول رقاده على السرير ازدادت القروح سوءاً وتعفناً، حتى وصلت العمود الفقَري. وكتب في 14/3/1964 إلى صديقه جبرا رئيس تحرير مجلة حوار: "شُفيت من ذات الرئة، لكن امتلأ ظهري من منتصفه حتى فخذي بجراح ناغرة فاغرة. لا تسأل عن العذاب والألم". (1)

وفي 1/5/1964 تُوفت جدته التي تكفلت به بعد وفاة أمه، فكُتم عنه الخبر عشرين يوماً، ثم أخبر ولكن كان انشغاله بآلامه الذاتية قد طغى عليه.

ثم نقل إلى المستشفى الأميري في الكويت جواً في 6/7/1964، وقد تبرعت الكويت بعلاجه. وكان وزير الصحة آنذاك عبد اللطيف الثنيان من المعجبين بأشعار بدر. والمقصود بالعلاج هنا هو تخفيف الآلام من المضاعفات الجانبية، وجعله في حالة مريحة نسبياً حتى يحين الأجل المحتوم الذي كان يقترب منه. وسيبقى في الكويت على فراش الموت يعاني خمسة أشهر أخرى لا يستطيع فيها الحركة.

ولست أدري كيف يحس الإنسان وهو يرى شخصاً مثل بدر يذوب ببطء وهو ينتظر الموت. واليوم 7/5/2002وأنا أعد هذه الحلقة أخبرني أحد الزملاء من أطباء الأعصاب في مؤسسة حمد الطبية عن مريض في الطابق الثالثة من موظفي المستشفى مصاب بنفس مرض السياب (ALS)، وهو في المرحلة الأخيرة من المرض. أي المرحلة التي نقل فيها السياب إلى الكويت. ذهبت مع الزميل لزيارة المريض، فرأيت منظراً مؤلماً. شاباً سودانياً في الثامنة والعشرين من العمر على فراش الموت. يبدو كالشبح لهزاله وضمور عضلات جسمه. لم يبق منه غير جلد على عظم. عضلات الفم عاجزة عن بلع ريقه، وأمه المسكينة إلى جنبه تمسح لعابه. أضلاع الصدر ناتئة بدون عضلات واضحة بينها. لذلك فإن عضلات القفص الصدري غير قادرة على مواصلة التنفس أربع دقائق متواصلة. آلة تنفس موصلة بفتحة في الرقبة وأنبوبة تغذية في المعدة مخترقة البطن. كشفت عن ساقيه فوجدتهما كجريدتي نخل نحيفتين. تقول الأم إنه أصيب بالمرض قبل أربع سنوات. بدأ بتصلب في أصابع اليد اليسرى. ثم وجد صعوبة في فك زجاجات المشروبات الغازية. وبعد ستة أشهر وصل المرض الرجلين.

مع ذلك فلا زال ذلك الشاب السوداني محتفظاً بكامل قواه العقلية. سمع الطبيب يخبرني بأنه كان صيدلياً في هذا المستشفى فقاطعه مصححاً بصوت خافت مبحوح: "فني في المختبر.. المختبر" ولكني لم أفهم ما قال فقالت الأم  يقول لك إنه كان فنياً في المختبر.

ستكون الحلقة القادمة خاتمة هذه الحلقات عن بدر شاكر السياب وفيها يموت بدر في الكويت بعيداً عن الأهل والأطفال فيصيح على فراش الموت قبل أن تفارقه الروح:

 

يا ليل أين هو العراقْ؟

أين الأحبةُ ؟ أين أطفالي؟ وزوجي والرفاق؟

 

المراجع:

  1. بدر شاكر السياب دراسة في حياته وشعره: إحسان عباس (1983).

  2. إقبال: بدر شاكر السياب.

  3. رسائل السياب: ماجد السامرائي.

  4. قيثارة الريح: بدر شاكر السياب.

  5. البواكير: بدر شاكر السياب.

  6. أعاصير: بدر شاكر السياب.

  7. منزل الأقنان: بدر شاكر السياب.

  8. بدر شاكر السياب حياته وشعره: عيسى بلاطة (1987).

  9. قيثارة الريح: بدر شاكر السياب.

  10.  الهدايا: بدر شاكر السياب.

  11.  المعبد الغريق: بدر شاكر السياب.

  12.  بدر شاكر السياب ج1 ص19: إيليا حاوي.

  13.  أزهار وأساطير: بدر شاكر السياب.

  14.  إقبال وشناشيل ابنة الجلبي: بدر شاكر السياب.

  15. Solomon: Handbook of Psychiatry  

  16.  شعر بدر شاكر السياب: حسن توفيق.

  17. K. Kiple: The Cambridge World history of Human Disease  

  18. Harrison’s: Principles of Internal Medicine 14th Edition  

  19.  ديوان بدر شاكر السياب: ج2 ناجي علوش

  20.  http://www.projo.com/special/noel/main.htmA  Time to Die :

  21.  ديوان أبي فراس الحمداني

  22.  ديوان الأعشى

bottom of page