الشاعر وابن عمِّكم سُعود بن كائد
192. سُعودٌ كما تدري أديبٌ وعــاقلٌ وقارضُ أشــعارٍ وللرسمِ عاشقُ
193. له خيرُ ذكرٍ بين صَحبٍ وإخوةٍ أنيسٌ برحــلاتٍ وللكفِّ طالقُ
194. وكانَ الذي قد شاءَ ضربيَ مرَّةً وكنتُ أنا الغـلطانَ والجهلُ سابقُ
195. فلا غروَ إن أخطأتُ إذ كنتُ جاهلاً فأعذرْ ولا تعذلْ سُعودُ المـصادقُ
196. وحقِّك ما قصدي سوى المَزحِ لاهياً وما كـنتُ أدري أنني لكَ خانقُ
197. وكنتَ لمعـضاةِ الطيورِ مصمِّماً فأهديتني منـها ووجـــهُك شارقُ
198. عرفناكَ دهراً صاحباً ومُسامِحاً ولو كان فينا مخــطئٌ ومضايقُ
199. فكنت لنا خِلاًّ وفي (الشرقِ) صاحباً وفي مسكنِ الطــلاب أنت المرافقُ
200. وقفت خطيباً في الشويخِ كقائدٍ لرابطةِ الطــلابِ والقـولُ دافقُ
201. وما كنتَ تقرا خطبةً من صحيفةٍ فهـذا يهنّـيكم وذاكَ يعــانقُ
202. وإني لأرجــــو أن يـمُنَّ إلهُنا عليك ببــرءٍ إنّ نجمَكَ شاهق
الشرح:
194-196. أثناء الفسحة المدرسية في مدرسة الهداية الابتدائية في رأس الخيمة سنة 1954، وبينما كان سعود بن كائد يحاول أن يصلح عقاله المائل، انفكَّ العقال وسقط حول رقبته، وكان الشاعر البالغ من العمر أحد عشر عاماً آنذاك واقفاً خلف سعود، فسحب العقال مداعباً صديقه وهو يضحك. ولم يكن الشاعر يدرك أنه كان يخنق صاحبه بالشد على العقال. ولكن سعوداً الذي كان أكبر سناً وأقوى عضلاً تمكن من سحب العقال من يد الشاعر، وهمَّ بضربه ولكنه لم يفعل لحلمه الذي امتاز به منذ الصغر، ثم اعتذر الشاعر له فقبل عذره.
197. معضاة: آلة لصيد الطيور البحرية ، معمولة من ربط ثلاث أو أربع صنارات معاً.
199. شرق: منطقة "شرق" في الكويت حيث كان فيها مسكن للطلبة قرب المستشفى الأميري، سكن فيه الشاعر وسعود بن كائد وعبد الملك وعبد الله بن حميد وعبد الله المزروعي وآخرون.
200. فاز سعود بن كائد بمنصب نائب الرئيس في انتخابات رابطة الطلبة العمانيين في الكويت سنة 1960. وكان طلبة الإمارات (ساحل عمان آنذاك) يعتبرون عمانيين.
202. كان سعود بن كائد يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعلاج يوم قراءة هذه القصيدة لابن عمه أحمد في الدوحة.