في صباح 20 مارس 2003 بعد سويعات من بداية القصف الأمريكي لبغداد ألقى الرئيس العراقي صدام حسين خطاباً تحدى فيها أمريكا وضمّنَ خطبتَه قصيدةً حماسية قال فيها:
أطلقْ لها السيفَ لا خوفٌ ولا وَجلُ أطلقْ لها السيفَ ولْيشهدْ لها زُحلُ
أطلقْ لها السيفَ قد جاشَ العدوُّ لها وليس يثنيه إلا العـاقلُ البطلُ
أسرجْ لها الخيلَ ولتُطلَقْ أعنّتُها كما تشاءُ ففي أعرافِها الأملُ
دَعِ الصواعقَ تدوي في الدجى حُمماً حتى يبينَ الهدى والظلمُ ينخذلُ
واشرقْ بوجهِ الدياجي كلّما عَتمتْ مشاعلٌ حيثُ يعشو الخائرُ الخَطِلُ
واقدح زِنادَك أبقِ النارَ لاهبةً يَخافُها الخاسئُ المستَعبَدُ النذلُ
أطلقْ لها السيفَ جرّدهُ بَوارقَه (بأروقةٍ) ما فازَ بالحـقِّ إلا الحازمُ الرجلُ
واعدُدْ لها علماً فـي كلِّ ساريةٍ وادعُ إلى الله إنَّ الجرحَ يندملُ
وفي مساء يوم الجمعة 21 مارس 2003 قصفت القوات الأمريكية بغدادَ قصفاً شديداً فتصاعدت منها الأدخنةُ والأغبرة في كل مكان، فأثارت نفس الشاعر، فقال:
أطلقْ لها السيفَ لا خوفٌ ولا وَجلُ) قد قال صدامُ والنيرانُ تَشتعِلُ)
بل نحنُ في وَجلٍ والشرُّ في عَجلٍ والعربُ في خجلٍ والدمعُ ينهمِلُ
ما موتُ صدامَ يُضنيني ويَفجعُني بل الفجيعةُ: (شارونٌ) له بدلُ
شارونُ يرأسُ أمريكا بعصــبتِه تلكَ الصهاينُ أشرارٌ لهم حِيَـلُ
لا تأمَننَّ عـدوًّا جـــــاءَ ينهبُـنا نفطُ العراقِ لهم همٌّ به اشتغلوا
لا تأمَننَّ حَــقوداً جـاءَ يخدعُنا غـزوُ العِراقِ بذُلِّ العُربِ مُتّصلُ
يبنـونَ دولةَ إســرائيلَ حُلمَهمُ بينَ الفراتِ ونـهرِ النيلِ قد شَمَلوا
كيف الشعورُ إذا ما طِــفلةٌ صرختْ وأهلُها برصاصِ البغيِ قد قتلوا؟
كيف الشعورُ وإخـوانٌ لنا ذُبحوا والبعضُ منا بسعرِ النفطِ مُنشغلُ؟
أفٍّ لنا قد رأينا مــا يُـمـزِّقُنا أحشاؤنا بلهيبِ القـهرِ تَشتعلُ
مات الإباءُ ومـاتت أمَّةٌ رَضَختْ للذُلِّ والعارِ واستشرى بها الخَطلُ
حكَّامُنا فرِقوا وبعضُهم جَنحـوا إلى العدوِّ فما ثابوا ومـا خَجِلوا
(حسني) يبـرِّرُ عـدواناً فيؤلمُنا بلومِ بغدادَ يومَ الخـطبِ يمتثلُ
وذاك يكذِبُ طول اليـوم منطلقاً ويدَّعي أنه في الســاحة البطلُ
تبًّا لهم مِن رجالٍ لا ذمامَ لهم لم يبقَ عهدٌ ولا دينٌ ولا رجلُ
زلَّت عقائـدُهم، ماتت ضمـــائرهم فلا يضـايقهمْ عارٌ ولا خجلُ
يا أمةَ العرْب قد جارَ الزمانُ وما يجوز في الخطبِ تقريعٌ ولا عذَلُ
رِيعَ الصغارُ ببغدادَ وأرَّقـــهم صوتُ الصواريخِ يا بؤساً لما فعلوا
ولفَّ بغـدادَ دخَّــانٌ يغلِّفُـها من اللهيبِ فما بانت بها السبُلُ
دارُ الرشيـدِ سنَبكـيها بـأفئدةٍ نرجــو الإلهَ لها عوناً ونبتهلُ
دارُ الخِـلافةِ دارُ العِزِّ دارُ نهىً مهما استقرَّ بها غازٍ سيرتحِلُ
ساقَ التتارُ خَـراباً في معالِمِها فما محَوها وبعدَ الغزوِ قد رحلوا
واليومَ يغزو تتارٌ مثلُـهم همجٌ عبرَ البحارِ ومن أوطاننا حَمَلوا
راموا بها النفطَ معْ إذلالِ أمَّتِنا تَبًّا لنفطٍ، أهـذا الـذلُّ يُحــتَمَلُ؟
أبكـي الأشـقّاءَ من أبناءِ أمَّتِنا إذْ قد حَزِنتُ وهاجت مُهجتي العِلَلُ
لكنَّ حـكّامَنا قـالوا لسـيّدِهـم لا ناقةٌ لنا في بغدادَ أو جَملُ
وفسَّروا ذبـحَ أبناءِ العِـراقِ ضحىً بأنه قـدرٌ، أو أنه الأجــلُ!
كم كنتُ آمُـلُ لمَّ الشملِ مقترباً واليومَ نحنُ ولا شملٌ ولا أملُ
20 مارس 2003