فارس الشعلة
صمَتَ الجموعُ يراقـبونَ مُحمَّدا يعلو وقد قصدَ الســما والفَرقَدا
ورأيتُه أخــذَ العِنانَ بكفِّهِ وأغارَ في جُنْحِ الظلامِ وأنـجدا
والشعلةُ البيضـاءُ تعلو رأسَهُ تجلو عن الكونِ الظلامَ الأسودا
ولقد جَزِعْتُ وقد حبسـتُ تَنَفُّسي لمَّا رأيتُ طـريقَهُ صَعْباً بَدا
ونهضتَ كالسيفِ المهنّدِ بارزاً هل كنتَ قبلَ اليومِ سيفاً مُغْمَدا؟
وبدا حصانُك واثقاً في عدوهِ عوّدتَـهُ دربَ العُلا فتـعوَّدا
طالَ الطريقُ وزادَ مَيْـلاً للعُلا لكنْ تقاصرَ في الصعودِ لكَ المَدى
وأطارَ في صدري الفؤادَ حصانُهُ لمّا تلـفَّــتَ بُـرهَةً وتردَّدا
أبدى الحصانُ تردُّداً فأعنتهُ بتحكّـمٍ وتبّـصرٍ حتى اهتدى
لن تثنيَ الشهمَ الطموحَ مصاعِبٌ للشمسِ إن قربَ المدى أو أبْعدا
في الأمسِ أذكرُهُ رضيعاً هادِئاً واليومَ أبصــرُ مارداً مُتَمّرِدا
إنّي فرحتُ وقـد رأيتُك فارساً لبسَ العقالَ وغترةً بيضا ارتدى
وأنارَ بُرجاً شامِخاً في لَحظةٍ فغدا مساءُ الدارِ نوراً موقَدا
يا فارسَ الوطنِ العـزيزِ تحــــيةً اِسلَمْ سلمتَ مظـفَّـراً ومُؤيّدا
لو لم تكنْ إبنَ الأمــير لزدتُـكمْ مدحاً تخـرُّ له الجبابِرُ سُجّدا
لكنْ سأوصَمُ بالنفـاقِ مسبَّةً أخشى العِدى في مدحِكمْ والحُسّدا
ما تلكَ ســاعةُ شُعلَةٍ أوقدتَـها لكنَّ دهراً قد أضـأتَ مُخلّـدا
5 ديسمبر 2006