وداعــاً
قصة القصيدة: كان الشاعر خلال سنة 2004 قد ودع زملاءه في مجلس الوزراء القطري، وأخذ صوراً تذكارية معهم، كما فعل مع وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، وكذلك مع وزراء الصحة العرب. وكان خلال تلك السنة قد رأس مجلسي وزراء الصحة الخليجي والعربي. ففي 20 مارس 2005 ألقى بعض أبيات قصيدة الوداع أعلاه في مجلس الوزراء القطري. ثم أضاف إليها بعض الأبيات لوزراء الصحة العرب. وختم كلمته التي ألقاها في مجلس وزراء الصحة العرب في القاهرة في 27 مارس 2005 بالقصيدة قائلاً في تقديمها: لقد ودعتكم السنة الماضية بسبب قرب انتهاء عملي كوزير للصحة، ولكن شاء إلهي أن نلتقي اليوم مرة أخرى، مما أتاح لي أن أودعكم وداعاً شعريًّا لائقاً بالأصحاب والأصدقاء.
مضى عـامٌ أودِّعُكم وَداعا كمنْ طلبَ الرحيلَ فما استطاعا
ولكنَّ الأمـيرَ له قَـرارٌ وكان قرارُه أمــراً مُطاعا
طلبتُ بأن أغادرَ في سلامٍ صدقتُ القولَ ما قلتُ ابتداعا
أردتُ من الرحيلِ صَـفاءَ عــيشٍ ولم أُردِ القصـورَ ولا القِلاعا
ولكنَّ الرحـيلَ أتى ببطءٍ أرومُ فراسخاً فيسيرُ باعا
وقد علِمَ الجميعُ بصدقِ قــولي وذاع الأمرُ في الدنيا وشاعا
فما ذنبي إذا الأقدارُ شاءت تَصدُّ سفينتي ترمي الشراعا
****
ذكرتُ الأمسَ فاستشعرتُ شوقاً وصِرت أمُدُّ للأمـسِ الذراعا
كأني قد جُننـــتُ وكادَ قلبي من الأشواقِ ينصدعُ انصداعا
فقلبي كم تعلَّـقَ في غوانٍ حِسانٍ لا حِجابَ ولا قِناعا
فلو أنّي أرى في النومِ طيفاً لكانَ النومُ أسعدني اضطجاعا
****
مضى عُمري وهذا الدهُر يَجري ورَيعـــانُ الفُتوّةِ قد تداعى
أخاطرُ في الحياةِ لخيرِ قومي وما هِبتُ الجــوارحَ والسِّباعا
فمثلي لا تخـوِّفه المـنايا وقد ألفَ المخـاطرَ والقِراعا
****
يعودُ إلى القصيدِ بكلِّ فخرٍ إذا ما اقتـيدَ في دربٍ فضاعا
أما أنشدتُكم من بعضِ شعري أناشيداً تطـيبُ لكم سَماعا
فكم صارعتُ داءَ الناسِ جَهراً ولم أخشَ المـــلامَة والصِّراعا
وربيَ قد خَشِيتُ بـــلا عِنادٍ رضِيتُ بمـا أرادَ لي اتباعا
إلى أن نلتقي يومـــاً وَداعا وَداعاً يا أعـــزّائي وَداعا